شن عدد من أعضاء وممثلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي، حربا شعواء على الجزائر، واصفين موقف الجزائر بالعدائي، غير أن مواقف هؤلاء تباينت وتناقضت فيما بينها بالرغم من أن المتحدثين هم جميعا من قيادات المجلس سواء في الداخل أو الخارج.
* بداية الحرب أطلق شرارتها المتحدث باسم المجلس الانتقالي في لندن جمعة القماطي الذي قال إن "الحكومة الجزائرية متهورة جدا بالعمل ضد مصالح الشعب الليبي، فعليها أن تفكر في المستقبل وأن القذافي وأبناءه انتهوا وينتمون إلى الماضي"، مضيفا عبر محطة التلفزيون البريطانية سكاي نيوز "لدينا مشكلة مع نجليه هنيبال ومحمد"، موضحا "أن القضاء الليبي يلاحقهما بسبب سوء الإدارة والاختلاس وعلى الأرجح سرقة وتحويل كميات كبيرة من الأموال العامة"، واصفا تصرف الجزائر بالعدواني، وأضاف أن الجزائر ظلمت الثوار، وبايعت القذافي، ولا مجال للتصالح معها الآن، وهو الديبلوماسي الذي قال قبل هذا إن "كل ما تقوله الجزائر لا قيمة له حاليا، وبأن ليبيا لا يهمها أن تنشئ علاقة مع الجزائر، فلديها ما يكفيها من البلدان الصديقة والشقيقة". * هذا الهجوم سار على نحوه محمود الشمام وزير الإعلام في المجلس، الذي طالب الجزائر بتسليم أفراد من عائلة القذافي إلى مجلسه، وقال إن المجلس يعتبر إيواء الجزائر لأفراد من أسرة القذافي "عملا من أعمال العدوان، ويطلب تسليمهم"، محذرا من إيواء أي من أفراد العائلة. * هذه المواقف تباينت واختلفت وتناقضت أحيانا مع مواقف أخرى، لعل أبرزها تصريحات رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل الذي ناشد الجزائر تسليمهم للمجلس، وقال "نحتفظ بحقنا في الطلب من الحكومة الجزائرية أن تسلم أيا من أفراد أسرة القذافي إذا ثبت لدينا ارتكابه لمخالفات"، حيث تميز كلامه بنوع من الدبلوماسية بعيدا عن لغة التجريح والتهديد والوعيد من قبل بعض قيادات وممثلي المجلس للجزائر. *