صالح عوض أخي العزيز علي فضيل.. واحد من حراس العروبة وهوية الجزائر الحضارية.. واحد من ذلك الجيل الذي أدرك انه لابد من العطاء بلا حدود من أجل أن تكون الجزائر بهية جميلة رائدة في محيطها العربي الإسلامي.. عرفته منذ ثلاثين عاما مبتسما دوما متفائلا بمستقبل الأمة مهموما بجراحاتها وكأنها في جسده يمثل الجزائري بكل صدق في عنفوانه وغيرته ونخوته.. يهب لفلسطين بلا تلعثم.. كما للبنان وللعروبة في كل مكان.. يرفض أن يكون في ركاب من يبيعون منابرهم للأغراض الفئوية والأفكار الاقصائية.. بل هو مع الأمة حيث كانت دفاعا ومجالدة وثباتا. أما «الشروق» هذا الصرح الفذ الذي حمل أحرف لغة أعظم حضارة ليجعله أقرب الأحرف حميمية مع جيل من الشباب والشابات كان يراد له أن لا ينطق الا بحروف العجمة منسلخا عن ثقافة أمته وحضارتها... الشروق العربي بداية والذي دخل المعارك كلها بوعي والتزام وثبات في مواجهة رياح هوج أرادت أن تعصف بالجزائر وهويتها وانتمائها... الشروق العربي التي التحمت بهموم المواطن والوطن الصغير والوطن الكبير أثبتت ان الأمة تستطيع ان تنحاز لمن يخاطب وجدانها... تحركت «الشروق» دونما ارتكاز الى مركز قوة كتلك التي يرتكز إليها كثير من الأوراق المنشورة... كان ارتكازها الى ضمير الشعب وهمة هؤلاء الجنود الأفذاذ المتفانين من أجل أن تكون الشروق دائما أجمل وأبهى. ثم جاء «الشروق اليومي» مبشرا بعهد جديد للشعب والامة... تشرق فيه شمس الحقيقة على الوطن العزيز مطاردة الأوهام ومحرصة على الغيرة الوطنية ومستنهضة الهمم لبناء جزائر يليق بتاريخه ودم شهدائه العظام... وأصبح «الشروق اليومي» في فترة قياسية المطبوعة الأولى مقروئية في الجزائر. اليوم «الشروق» في بلاء... نتمنى ان تتسع الصدور للخروج منه بأقل الخسائر... فالقضاء الجزائري المحترم سيد وهو نتاج تضحيات عظيمة ومعبر عن أصالة حضارة هذا الشعب العظيم... القضية الآن تدرس من باب ما يمكن ان يسفر عن قرار الحجب من خسارة للثقافة والوطن... إننا في معرض تكريم «الشروق» وإعزاز القائمين عليها... ومعالجة الموقف يحتاج مزيدا من الحكمة ليستمر «الشروق» يبزغ علينا كل يوم... فالشمس لا تغطى بغربال!!