كشفت مصادر مطلعة أن سبب الخلل الذي يعاني منه بريد الجزائر منذ أول أمس يتعلق بانتهاء صلاحية جهاز في مركز الحسابات ببن عكنون، يتطلب اقتناؤه من الخارج، مع الاستعانة أيضا بالخبرات الخارجية لتركيبه وإعادة تشغيله، وهذا ما يستدعي الانتظار أكثر، لأجل لا يعرف مداه، وقد أوفدت الجهات المسؤولة فريقا أجنبيا لترقيع العطب، لإنقاذ هذه الفترة، في انتظار شراء جهاز آخر، في حين تؤكد الوزارة أنه تم تصليحه عشية أمس. * وأضافت ذات المصادر للشروق أن هذا المركز لم يعرف التجديد منذ بداية العمل به في بداية الثمانينات، وأن جميع الأجهزة التي فيه تجاوزت الثلاثين من عمرها، لذا باتت تعرف العديد من الأعطاب، إلا أن هذا العطب يعدّ الأكبر على الإطلاق في تاريخ بريد الجزائر والبريد والمواصلات. * واضطر المسؤولون في المركز إلى استدعاء خبراء أجانب مع كفاءات جزائرية من أجل تصليح الجهاز بطريقة ترقيعية من أجل تسهيل صرف الرواتب في هذه المرحلة الحرجة التي تعرف صرف أغلب الراتب فيها، في انتظار إنهاء إجراءات الشراء من الخارج. * ويعد الجهاز الذي أصابه العطب، الخادم المعلوماتي لكل الحسابات البريدية في الجزائر على مستوى 48 ولاية، ولا يمكن بدونه أن تجرى أي عملية سحب أو إطلاع على البريد طالما أنه معطل، وحتى عمليات السحب على المكشوف التي تتيح لكل زبون لبريد الجزائر أن يسحب رصيده من المكتب الذي فتح فيه حسابه، تصبح غير ممكنة مع تعطل هذا الجهاز، لأنه لن يتمكن عامل البريد من رؤية رصيد الزبون. * وأمام هذا الوضع ليس أمام زبائن بريد الجزائر إلا استخدام أجهزة السحب الآلي التابعة لبريد الجزائر، والتي لن يمكنهم السحب بها إلا خمسة آلاف دج فقط، كما سيكون متاحا لزبائن متعامل الهاتف التاريخي موبيليس الإطلاع فقط على رصيدهم من خلال عملية رصيدي، وعدا ذلك فإن زبائن بريد الجزائر سيحرمون تماما من سحب أموالهم حتى تصليح العطب. * من جهتها، وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال أعلنت أن العطب تم إصلاحه مساء أمس، وأعلنت على لسان مديرها الإعلامي زهير أمزيان قال أن فرقة تقنية سارعت الى تصليحه، معترفا أنه تطلّب مستوى عال من الخبرة والتحكم، ولم يجزم أن الفريق جزائري محض، واضاف أن صعوبة العطب تتمثل في الطابع التكنولوجي المعقد له. *