كشف الدكتور محمد بن بريكة، خبير دولي في التصوف، أنه سيرفع تقريره حول وضع الزوايا والطرق بالجزائر، وكيفية تسيير شؤونها لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة قريبا، حيث يوشك على إعداد دراسته، في خطوة مستبقة ل"معالجة بعض الزوايا من الأمراض التي دبت فيها"، بهدف إيجاد الآليات الكفيلة "بغية توظيفها في خدمة الدين والوطن في ضوء الصراعات الجيو استراتيجية، وتغلغل التيارات المتطرفة". وأكد بن بريكة، في تصريح ل"الشروق اليومي"، أن محتوى التقرير سيدعو إلى استحداث مجلس أعلى للطرق الصوفية يتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية، مضيفا بأنه يرمي لتحقيق أربعة أهداف أساسية تمثل "سياسة المجلس"، أولها همزة وصل بين المشايخ، ثانيها وضع البرامج وحفظ التراث اللامادي من مخطوطات وصور.. فيما يتولى المجلس تمثيل الجزائر في المحافل الدولية والإقليمية، إلى جانب لعب الدور الاستراتيجي في هدفيه الثالث والرابع على التوالي. كما ستكون مهمته الرئيسية، الحد من الصراعات والولاءات، والمحافظة على المنافسة الشريفة في ظل تعدد تنظيمات الزوايا، موضحا أن دور المجلس سيمكن كذلك من كتم أفواه "المسارعين واللاهثين وراء المتاجرة وربح الريوع والاستحواذ على المناصب تحت ستار النسبة الطرقية". واستبعد بن بريكة في رده عن سؤال "الشروق اليومي"، حول دوافع عقد الملتقى الدولي للطريقة القادرية بواد صوف، نهاية أفريل المقبل، وان كان محاولة لسحب البساط من مركز المشيخة بورڤلة، نية سحب البساط "مادامت زاوية الرويسات تعمر بالقرآن والذكر"، حسب قوله، ورحب محدثنا بالملتقى الوطني لجمعية الزوايا الجزائرية المقرر عقده بتيبازة، أيام 11، 12 و13 مارس الجاري واعتبره فرصة للمّ شمل المشايخ، موضحا أن "الحضور السياسي سيكون له الأثر الحسن على الرأي العام الوطني والدولي". من جهة أخرى، أفاد المتحدث أن هناك نزاع بين دول عربية حول استقطاب مركز المشيخة العامة للقادرية، بعد سقوط مدينة بغداد، التي كانت تصدر عنها الإجازات العالمية للطريقة، في ظل الوضع الحالي للعراق، "علما بأن الجزائر بها فرع قادري جزائري المنشأ وهو البكائية الكنتية نسبة للشيخ المختار الكنتي الكبير وأصله من تمنراست بالجزائر، وله بعد في أعماق بمالي والنيجر وبوركينافاسو وشمال السينغال وفي الشيشان".