بعد ما أوصدت في وجهه أبواب وزارة المجاهدين التي يحظى فيها أمثاله من الثوريين بالتقدير والاحترام، رفع المجاهد أعمر نجار من سيدي راشد بولاية تيبازة صرخة استغاثة عبر جريدة الشروق إلى القاضي الأول بالبلاد بعد ما تداعت قواه ونخره الغبن من حرب خاسرة شنتها ضده وزارة رفقاء السلاح، مغتصبة حقه بإلغاء بطاقة عضويته، ليدحض قرار مجلس الدولة الصادر، قرارها الذي وصف ب"التعسفي"، ويأمر بإلغاء تجميد حقوقه وإعادة الاعتبار لأحد مسبلي الثورة، إلا أن تعليمات محافظ الدولة ضربت عرض الحائط لأزيد من 05 سنوات. * في حديثه للشروق، تحسر المجاهد "سي اعمر" على أواخر أيامه التي يقضيها ذليلا بعد الأذى المبرح الذي ألحقته به وزارة المجاهدين التي لطالما اعتبرها البيت الآمن، يلجأ إليه وقت الحاجة فيحظى بالرعاية والعرفان، بعد ما سار في دهاليز الموت كمسبل لجيش التحرير الوطني لينزل عليه قرار وزير المجاهدين الصادر في افريل 2004 كالصاعقة ويقضي بسحب بطاقة عضويته في المنظمة الوطنية لجبهة التحرير، وحرمانه من حقوقه ومنحته، بحجة أن العضوية المعترف له بها سنة 1997، دون أن يذكر الوظائف التي اشتغل بها أثناء فترة الثورة، كما انه لم يذكر الأماكن التي ناضل فيها، زيادة أن سنه إلى غاية سنة 1959 تاريخ عضويته بالمنظمة، أين لم يزد سنه عن 15سنة، لتطرح القضية في أروقة المحاكم وتنتهي بقرار مجلس الدولة في جلسته المنعقدة بالغرفة الثالثة بتاريخ 26 جويلية 2006 الذي أبطل ادعاء وزارة المجاهدين التي اعتبرت مجرد أقوال، لأنها لم تقدم حكما جزائيا يثبت تزوير المدعي لوثائق عضويته، وذهب محافظ مجلس الدولة إلى وصف قرار وزير المجاهدين بأنه مشوب بعيب تجاوز السلطة والتعسف مما يعرضه للإلغاء لاسيما وانه خالف المادة 4 من المرسوم رقم 87 / 18 المؤرخ في 11 / 7 /87 المتعلق بالاعتراف بالعضوية في جيش وجبهة التحرير الوطني التي تستوجب قبل اللجوء إلى أي إجراء سماع المعني بالأمر وتمكينه من الاستعانة بمستشار للدفاع عن حقوقه وهو ما غاب في قضية المجاهد مسلوب الحق الذي لم يستدع إلى أي لجنة تحقيق. * وحسب ما ورد في قرار مجلس الدولة الذي تحوز الشروق نسخة منه، أن قرار وزير المجاهدين جاء غير مسبب لإلغاء العضوية ومشوب بعيب مخالفة القانون لانعدام أي سبب قانوني أو مادي يبرره، كما ورد فيه ذكر الأضرار المعنوية الجسيمة الناجمة عن فقدان المجاهد عضويته ومركزه الذي اكتسبه بصفة مشروعة لمشاركته في حرب التحرير كمسبل من سنة 1960 إلى غاية الاستقلال، أما سي أعمر اليوم بعد ما بلغ به الكبر عتيا، فيعيش على صدقات المحسنين، يعاني ويلات الإعاقة الذهنية التي لحقته بنسبة 60٪ ومرض الصرع المزمن، ينتظر الفرج من رئيس الجمهورية قبل أن تحويه ظلمات القبر بعد ما تعنتت وزارة الثوريين في رفع الحصار عن أحد أبنائها، ولم تمتثل وأعوانها لتنفيذ أوامر العدالة رغم التبليغات والانذرات، تاركة العجوز المسكين يتخبط وعائلته في ويلات الميزيرية والحڤرة القاتلة. * *