بدأت قناة "الجزيرة" الفضائية ببث نشرات أخبار خاصة بالمغرب العربي، فقد بثت الجزيرة في الساعة الواحدة بتوقيت مكةالمكرمة من صباح السبت (العاشرة بتوقيت غرينتش من مساء الجمعة، الحادية عشرة بتوقيت الجزائر) أول نشرة من مكتب إقليمي جديد هو مكتب المغرب العربي بالعاصمة المغربية الرباط. وستبث الجزيرة نشرة يومية مدتها 55 دقيقة تغطي أخبار المغرب العربي وبلدان الجوار مثل تشاد والسنغال ودول الساحل. وتأتي هذه الخطوة الجديدة لتضاف إلى سلسلة الخطوات التوسعية التي انتهجتها المحطة في المدة الأخيرة والتي توجت في الأسبوع الماضي بانطلاق الجزيرة الدولية الناطقة باللغة الإنجليزية وهي الانطلاقة التي سبقتها زوبعة كبيرة بدأت بسبب الأسماء الإعلامية العاملة بها بعد أن وظفت الإعلامي البريطاني الشهير ديفيد فروست والأمريكي جوش راشينغ وانتهت بإعلان حالة الطوارئ في كبرى الشبكات التلفزيونية في العالم مثل "سي أن أن" و"بي بي سي"، حيث اعترف القائمون على إدارتها بصعوبة المنافسة التي سيفرضها دخول الجزيرة الدولية على خط التأثير في الرأي العام العالمي خصوصا فيما يتعلق بإمكانية النفاذ للمشاهد الأمريكي عن طريق شبكات الكابل أو الأقمار الصناعية. أما الجزيرة الموجهة للمغرب العربي فجاءت حسب البيان الرسمي للقناة الأم "لإلقاء الضوء على قضايا وهموم وشجون هذا الجزء المهم من العالم العربي والذي يغيب عن دائرة الاهتمام الإعلامي". ولكن نظرة سريعة على واقع تحركات الكتل الإعلامية في الفترة الأخيرة تؤكد أن قناة الجزيرة للمغرب العربي لم يكن خيارا استراتيجيا بقدر ما هو ضرورة أملاها التقسيم الجديد للخارطة الإعلامية في الدول العربية والتي رمت بالمغرب العربي في قلب الأحداث كسوق من النوع الثقيل وهو ما فسره الملاحظون للشأن الإعلامي في الجزائر بأن الجزيرة إذا كانت قد دفعت ثمن "جرأتها" على الجزائر نهاية التسعينيات من القرن الماضي، فإنها اليوم تريد أن تدرك نصيبها من الكعكة الإشهارية قبل أن تستحوذ عليها القنوات الأخرى، خاصة وأن مجموعة "أم.بي.سي" التي تضم قناة العربية المنافس الأول للجزيرة، كانت السباقة لدخول السوق الجزائرية شهر أفريل الماضي وإطلاق قناة "أم.بي.سي" المغرب العربي، في حين ستطلق مجموعة شبكة الإرسال اللبنانية "أل.بي.سي" محطتها الخاصة بالمغرب العربي قبل نهاية السنة. الجزيرة للمغرب العربي ستغطي أيضا بلدانا أوروبية تعرف وجودا إسلاميا كثيفا كفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، في حين أن بلدين من بلدان المغرب العربي وهما الجزائر وتونس لا يرخصان للجزيرة العمل على أراضيهما، وهو ما قد يكون له تبعات خطيرة على الجزائر، خاصة وان القناة أعلنت أنها ستحاول تجاوز هذه المعوقات بالتركيز عليهما من خلال الاهتمام بما يحدث بهما واستضافة محللين وخبراء للتعليق عليه. وهي النقطة التي مازالت تطرح علامة استفهام كبرى حول الطريقة التي ستتعامل بها الجزيرة في تغطيتها الإخبارية مع الجزائر، خاصة وأنها تنطلق في ذلك من المغرب. وتجدر الإشارة أن مكتب الجزيرة الخاص بالمغرب العربي يضم 43 شخصا بين صحفي وتقني ومهندس وموظف، ويتناوب على تقديم نشراته جميل عازر والجزائرية فيروز زياني. سمير بوجاجة: [email protected]