قتل عنصران من الدفاع الذاتي في اشتباك مع جماعة إرهابية يوم الأربعاء الفارط بمنطقة "لقراف" ضواحي بلدية مشونش بولاية بسكرة. وأصيبت في العملية مروحية استطلاع، كما أصيب قائدها ما اضطره إلى الهبوط بجوار الملعب البلدي بأعجوبة متجنّبا حدوث كارثة حسب شهادات استقيناها من مواطنين شاهدوا المروحية على علو منخفض فوق الأحياء السكنية. فيما عاد إثنان سالمان بعد احتجازهما ظهر الإثنين من طرف الجماعة دون أن يتعرضا إلى أذى حسب ما صرحا به لذويهما والمعنيان هما (د. عمار) و(ب. ع الحميد) أما الضحايا فهما (ع. عبد العزيز) و(ب. عمار) المدعو إسماعيل. وكان سبب خروج الأخيرين إلى المنطقة الجبلية المذكورة هو البحث عن عمار وعبد الحميد اللذين خرجا ظهر الإثنين في مهمة تغذية النحل بمادة المربى وفي الطريق تعطلت سيارتهما النفعية (باشي) فنزلا لإصلاحها. وفي تلك الأثناء يقول أحدهما فاجأهم 3 عناصر بالتحية وأعربوا لهم عن رغبتهم في استغلال السيارة في مهمة لبضع ساعات وعليهما بانتظارها إلى نهاية المهمة، كما طلبوا منهما الإتصال بذويهما لإعلامهما بالتأخر إلى ساعة متأخرة من الليل أو ربما إلى اليوم الموالي. ويقول أحد المحتجزين أنه فهم أن سبب إحتجازهما هو نصب كمين لمن يخرج للبحث عنهما ويكون من المقاومين للإرهاب. هذا الإعتقاد ردّّه محدثنا إلى كون الطريق التي سلكوها تنتهي عند نقطة معينة ولا يمكن المرور عليها. ويضيف مرجعنا الذي كان رهن الحجز أن الجماعة الإرهابية اتخذت من مغارة مقرا لها بصفة مؤقتة يصعب دخولها بسهولة وأن عناصرها يفترشون الحلفاء ويتغطون بإزار وقطعة بلاستيكية. وحسبه فإن عددهم لا يقل عن 60 فردا من بينهم عنصران يفوق سنهما عن 60 سنة والبقية شباب بين 17 و35 سنة، وينحدرون من منطقة باتنة ووادي سوف ومن جنسيتين نيجرية وموريتانية، حيث ذكر مصدرنا اثنين، مستدلا بعدم معرفة بعض من أفراد الجماعة بأسماء أفراد آخرين وأكد محدثنا أنه ورفيقه لم يتعرضا إلى تفتيش أو تعذيب وظلا رهن الحجز إلى غاية فجر الأربعاء، أو اليوم الذي حدثت فيه الإشتباكات، حيث أفاد مرجعنا أن الجماعة شرعت في حزم أمتعتها ليلا لمغادرة الموقع فجرا وهو ما حصل، حيث انطلقت المجموعة وتركت 3 من أفرادها لحراسة المحتجزين إلى حين ابتعادها ومن ثم إطلاق سراحهما. في تلك الأثناء خرج 5 أفراد من الدفاع الذاتي في رحلة بحث عن المفقودين يتساءل ذوو الضحايا فيما إذا كان خروجهم بمحض إرادتهم أم بأمر وفي الطريق تراجع 3 منهم وبقي عبد العزيز الذي كان مرتديا زيا عسكريا وحاملا سلاح كلاشنكوف وعمار المدعو إسماعيل ببندقية، شاهدهم أحد حراس المحتجزين فاتصل بالمجموعة التي غادرت الموقع فتمت محاصرتهما في حدود الحادية عشرة وحصل الإشتباك، حيث قتل عمار بوابل من الرصاص مباشرة بعد إطلاق طلقتين نحو الطرف الآخر. أما عبد العزيز، فواصل المقاومة برشاشه، وكان مطلوبا لدى الإرهابيين، حسب ما صرّح به أحدهم لمحدثنا المحتجز وعليه، آثروا القبض عليه حيا، حيث ركزوا في تسديداتهم نحوه على رجليه فأصيب بكسور، وانتهت المواجهة فور نفاد ذخيرته وقد عثر على جثته مفصولة الرأس وأعضاء من جسمه. ويضيف محدثنا، أن المقتول أبدى مقاومة شرسة قبل قتله في أعقاب ذلك حامت مروحية "إستطلاع" ثلاث مرات في موقع الإشتباك تعرضت في آخرها إلى طلقات بسلاح متطور ما أدى إلى إصابتها، الأمر الذي عجل في العودة بها والإضطرار إلى النزول بها قرب الملعب البلدي تفاديا لإلحاق أضرار بآخرين كانوا لحظتها يلعبون كرة القدم وكان الزمن بين عصر ومغرب يوم الأربعاء. وفي صبحة يوم الخميس، عاد الثنائي المحتجز عمار وعبد الحميد إلى ذويهما فيما نقل أفراد الجيش جثتي الفقيدين إلى مشونش قبل تحويلهما إلى مستشفى بسكرة. وقد ووريا التراب أمس الجمعة في مشونش في موكب جنائزي مهيب حضرته السلطات المدنية والعسكرية وسط أحاديث تشيد ببطلين قتلا في سبيل إنقاذ مفقودين وبطل آخر أصيب، لكنه تمكن من إنقاذ نفسه ومرافقيه وإنقاذ المروحية، متفاديا حدوث كارثة أوشكت أن تحدث. أ. أسامة