مازالت الأوضاع متوترة في المعهد العالي للموسيقى ووصلت حد تدخل وحدات الأمن لتفريق المتظاهرين من الطلبة المحتجين على قرارات الإدارة عشية الأربعاء المنصرم، والظاهر أن الموضوع سيعرف تطورات جديدة مع بداية الأسبوع، بالنظر إلى إصرار الطلبة على مطالبهم المشروعة، حسب رأيهم، وهو ما سيؤدى إلى تصاعد موجة الاحتجاجات بعد أن تعطلت لغة الحوار بين الطرفين المتنازعين، وعلى بعد أمتار فقط من مقر معهد الموسيقى انفجرت الأوضاع في المسرح الوطني بعد أن انتقل خلاف بين العاملين به ومدير المسرح الوطني محمد بن قطاف إلى المواجهة المفتوحة، حيث سيلتقي صبيحة اليوم، عمال المسرح الوطني المطالبين برحيل إدارة بن قطاف لتنظيم جمعيتهم العامة التي سينبثق عنها الفرع النقابي الجديد للعمال وهي الجمعية التي جاءت بقوة القانون، باعتبارهم الأغلبية "48 عاملا من أصل 80" بعد أن باءت كل مراسلاتهم لإدارة بن قطاف لعقد جمعية عامة بالفشل. للتذكير، فإن خلاف عمال المسرح الوطني مع مديرهم العام تعود إلى أكثر من سنة خلت، حين طلب العمال تحسين أوضاعهم المادية والمهنية والتي مازالت تسير وفق قوانين تجاوزتها السنين وهذا باعتراف المسؤولة الأولى عن القطاع السيدة خليدة تومي، التي أكدت خلال فوروم التلفزيون على وجوب مراجعة القوانين المسيرة للمسرح الوطني والتي لم تعد تستجيب لمعايير المرحلة الحالية، لكن مدير المسرح وضع أذنا من طين وأخرى من عجين، مما دفع العمال إلى رفع عريضة احتجاج رسمية إلى السلطات العليا في البلاد منها رئاسة الجمهورية ووزارة الثقافة، الأمر الذي لم يهضمه بن قطاف الذي لجأ إلى مراسلة المحتجين مهددا إياهم بفصلهم عن مناصبهم في 48 ساعة في حالة ما إذا لم يقوموا بتقديم توضيحات حول تصرفهم وهو ما حدث فعلا مع ستة عمال حتى الآن. لجوء بن قطاف إلى التعامل مع الأزمة بشكل فردي مع أن المحتجين يشكلون غالبية العمال أثبت فشله في تسيير القطاع، على رأي العمال الذين يتمسكون بحقهم في إنهاء عهد إدارة بن قطاف حتى لو دفعهم ذلك إلى الدخول في إضراب مفتوح وغلق المسرح، حسب ما صرحوا به ل "الشروق اليومي" أثناء زيارتهم لمقر الجريدة نهار أمس. من جهتنا، اتصلنا بالسيد بن قطاف للاستفسار حول الموضوع، فكان رده أن اليوم الجمعة، يوم عطلة ولن يستطيع الحديث في العمل وهو يفضل أن نؤجل الموضوع ليوم السبت، ونتوجه بسؤالنا إلى مدير الإدارة والمالية السيد رشيد كريمش الذي كان محل انتقاد كبير من طرف عمال المسرح أيضا، وقد حاولنا الاتصال به بطلب من بن قطاف، لكن كل محاولاتنا باءت بالفشل. يحدث هذا عشية انطلاق تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية أكبر حدث ثقافي تعرفه الجزائر منذ الاستقلال، في حين تتمسك السيدة وزيرة الثقافة برفع شعار "كل شيء على ما يرام". وقالت إن التظاهرة محكوم عليها بالنجاح وذهبت الى حد اعتبارها التزاما سياسيا للدولة الجزائرية، في حين يؤكد الشارع الثقافي عكس ذلك، حيث يشهد حالة غليان في درجة المليون عشية انطلاق التظاهرة، وهو ما يُنبئ بأن "المرميطة الثقافية" التي أغلقت بإحكام منذ سنوات قد شارفت على الانفجار. سمير بوجاجة: [email protected]