أكدت وكالة ترقية الاستثمارات أنها سجلت مجموعة من المشاريع الاستثمارية العربية الضخمة لسنة 2007 تقدر قيمتها الأولية ب409,696 مليار دج أو ما يعادل 5,612 مليار دولار أمريكي ، في مجالات الطاقة وإنتاج الكهرباء والاتصالات والسياحة والفندقة والعقارات والمراكز التجارية ومراكز الأعمال وإنتاج الأسمدة الفلاحية العالية الجودة". ومن المقرر حسب الوكالة، أن تنطلق حوالي عشرة مشاريع خلال السنة القادمة، وسجلت الدراسات الخاصة بها تقدما كبيرا ومن المتوقع ان يصل غلافها المالي إلى حوالي مليار دولار، ويتعلق الأمر بقطاعات السياحة والأدوية وإنتاج الكهرباء وبناء مراكز أعمال، وفي قطاع تكنولوجيات الإعلام الجديدة، وإنتاج الأسمدة، وهي المشاريع التي ستطلقها المجموعة الكويتية "كيبكو" والمجموعة الإماراتية "إعمار" المهتمتان بمشروع إنجاز حظيرة تكنولوجية كبيرة بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، وإنجاز الواجهة البحرية الجديدة للجزائر العاصمة، حيث أطلع رئيس الجمهورية مؤخرا على مجسم مشروع تحويل خليج الجزائر العاصمة من طرف المجموعة الإماراتية "إعمار"، وهو المشروع الذي تفوق قيمته 2 مليار دولار. وكشف تقرير للوكالة حصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، أن قيمة المشاريع الاستثمارية العربية المسجلة للسنة القادمة تعادل مجموع قيمة المشاريع العربية المسجلة في الجزائر في مختاف المجالات بين سنوات 2000 و2006 ، حيث سجل خلال هذه السنوات 217 مشروعا استثماريا منها 53 مشروع شراكة بين مجموعات عربية وجزائرية، و174 مشروع إستثماري مباشر بقيمة 432,969 مليار دج، في مجال إنشاء مصانع تحلية مياه البحر ومشاريع في قطاع الصيدلة والسياحة والفندقة في مختلف مناطق التوسع السياحي خاصة بسواحل غرب العاصمة. وأشار التقرير إلى أن القطاعات التي تمثل الوجهة الرئيسية للاستثمارات العربية في الجزائر هي السياحة والاتصالات متبوعة بالعقارات، فيما بدأت الوكالة الوطنية لترقية الإستثمارات في الفترة الأخيرة تسجل إهتماما بالقطاع الصناعي من طرف رؤوس الأموال العربية وخاصة في مجالات إنتاج الإسمنت والأسمدة وإنتاج الكهرباء، وكشفت الوكالة أن المشاريع التي سيتم الانطلاق في تجسيدها بداية من العام القادم هي مشروع إنجاز المركب السياحي سيدي فرج ومشروع إنجاز المركب السياحي موريتي الذي أطلقت عليه تسمية "منتدى الجزائر" و الذي كان تابعا لإقامة الدولة الساحل، بالإضافة إلى الإنطلاق في إنجاز حظيرة التسلية بالرياح الكبرى بالعاصمة، حيث قدرت الوكالة الجزائرية لترقية الإستثمارات قيمة هذه المشاريع السياحية ب 226.350 مليار دج أغلبها مخصص لحظيرة الرياح الكبرى والذي يقدر ب 136.350 مليار دج، كما ستعرف سنة 2007 أيضا الإنطلاق في إنجاز فنادق ومراكز أعمال جديدة ومجموعة من العقارات الموجهة لقطاع الأعمال بقيمة 24.428 مليار دج، من طرف مجموعات استثمارية خليجية على وجه الخصوص حيث تسعى الجزائر حسب التقرير إلى دعم حصتها من الإستثمارات المباشرة العربية المخصصة لمنطقة شمال إفريقيا والبالغة 100 مليار دولار. وبين سنوات 2000 و2006 أستثمر العرب في الجزائر قرابه 6 مليار دولار (منها 2.4 مليار دولار لمجموعة أراسكوم لوحدها في قطاع الإتصالات النقالة وإنتاج الإسمنت)، وتنفذ المجموعة القطرية الفيصل هولدينغ مشاريع هامة في قطاع العقار حيث تقوم بإنجاز برجين في الشراقة سيتم إستيلامهما سنة 2007 بالإضافة إلى خمسة ابراج أخرى ومركز تجاري قيد الإنجاز في الجهة الغربية للعاصمة، وهي المشاريع التي تأكد أن الإستثمار العربي حاضر في الجزائر في مختلف القطاعات، مثل الهواتف النقالة ،العقار ،البنوك ،التأمينات، السياحة، صناعة الإسمنت، والصناعة الصيدلانية، وسيقتحم بداية من السنة القادمة مجالات إنتاج الطاقة وإنتاج أسمدة الأمونياك واليوريا التي تتمتع بجودة عالية، وهو المشروع الذي ستبلغ قيمته 117.12 مليار دج. ويظهر أن النتائج المحققة في الجزائر من طرف المستثمرين العرب أكثر من مقبولة، مثل نتائج مجموعة أوراسكوم أو المجموعات الأردنية في قطاع الدواء ، وهي النتائج التي شجعت رؤوس الأموال العربية الأخرى على القدوم إلى الجزائر. و أشارت التقارير العديدة الصادرة عن مصادر رسمية إلى أن المستثمرين العرب مهتمون بشكل خاص بقطاعات البنوك والتأمينات، وهناك خمسة مقاولين عرب عبروا عن استعدادهم للدخول إلى الجزائر، وهم من جنسيات لبنانية وإماراتية وقطرية، ومن المغارب وتونس. وحسب وكالة ترقية الإستثمار فإن العشرية المقبلة 2006 2015 ستعرف تدفقا هاما للإستثمار العربي في الجزائر، شريطة أن يجتمع الحد الأدنى من الشروط المطلوبة من طرف هؤلاء المستثمرين، وعلى الرغم من أن الأمر هنا لا يتعلق باستثمارات تتطلب تكنولوجيا عالية ولا استثمارات محركة بشكل خاص للإقتصاد الجزائري، إلا أنه أصبح لها الأثر الواضح بالنسبة للمستثمرين الأجانب. عبد الوهاب بوكروح : [email protected]