أكد أمس سفير الجزائر في باريس ميسوم سبيح أن الأحداث التي عرفتها تونس في الفترة الأخيرة، لا يمكن أن تتكرر في الجزائر، موضحا بأنه لا مجال لمقارنة الوضع بين البلدين، لعدم وجود أوجه تشابه، حيث أشار إلى أن الاحتجاجات التي شهدتها مؤخرا عدة ولايات لم تكن ذات طابع سياسي على غرار ما حدث في تونس بل أثارتها دوافع اقتصادية بحتة. لم تنجح محاولة صحفي إذاعة »آر. تي. آل« في توريط سفير الجزائر في باريس لتغذية الطرح الذي حاولت هذه الإذاعة الفرنسية ترويجه من خلال البرنامج الذي بثته أمس حول مسيرة الأرسيدي، والقائم على احتمال تكرار سيناريو تونس في الجزائر، حيث حرص سبيح على التأكيد بأن »الجزائر ليست تونس ولن تكون تونس«. وقال سفير الجزائر في فرنسا أنه على استعداد لتقديم قائمة طويلة من الأدلة والمعطيات التي تثبت هذه الحقيقة. وأمام إصرار الصحفي الفرنسي على التشبيه بين أحداث تونس والاحتجاجات الأخيرة التي عاشتها بعض ولايات الوطن، رد السفير بالقول »لا مجال لمقارنة الوضع في الجزائر مع ما عرفته تونس من أحداث دموية«، موضحا أن الاحتجاجات الأخيرة لم تكن سياسية على غرار ما حدث في تونس بل اقتصادية بحتة سببها رفع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، وهو ما عمدت الحكومة والمتعاملين الاقتصاديين على توضيح أسبابه ومعالجته من خلال إجراءات تتولى السلطات العمومية متابعتها حاليا. وعلى عادتها عمدت القناة الإذاعية الفرنسية »آر. تي. آل« على تقديم صورة خاطئة عن الوضع الحالي في الجزائر، والترويج لسيناريو مشحون يسوق لجزائر تسير نحو الانفجار، وذلك من خلال ادعاء تكرار الاحتجاجات نشبت السبت الماضي إثر المسيرة التي دعا لها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وفشل في تعبئة الشارع لها، وتفطن الدبلوماسي الجزائري المتمرس، الذي يتولى منصب سفير الجزائر في باريس منذ ثمان سنوات، لهذه المحاولة المكشوفة، حيث شدّد على أن ما حدث السبت الماضي كان مجرد منع مسيرة غير مرخص لها دعا إليها حزب واحد، وقال بأنه لا يحظى بانتشار واسع في الساحة السياسية في إشارة منه للأرسيدي. وأوضح سبيح أن الأرسيدي أودع طلب ترخيص لمسيرته بالعاصمة رُفض من طرف وزارة الداخلية، وهو ما وصفه بالأمر العادي الذي قد يحدث في الكثير من الدول على غرار فرنسا التي أكد »بأنها وعلى الرغم من أنها تمنح حرية التظاهر لكن حدث وأن منعت السلطات في وقت سابق مسيرات أو غيّرت مسارها لاعتبارات أمنية مرتبطة بما كانت ستثيره من إخلال للأمن العام في فرنسا، وهو ما حدث في حالة مسيرة سعدي السبت الماضي«. وحاول الصحفي توريط سفير الجزائر من خلال الإشارة إلى ما اسماه بموقف الجزائر الرسمي الغامض من الوضع في تونس، وهو ما كذّبه سبيح، مؤكدا بأن الجزائر عبّرت عن موقفها على لسان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي وجّه رسالة إلى الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع مباشرة بعد تنصيبه، مشيرا أن الجزائر ليس لها أن تبدي أسفها أو ارتياحها لما يحدث في تونس، و»أن الشعب التونسي يعيش وضعا ملك له ومصيره بين أيديه«.