شهدت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء بولاية الشلف في الأيام الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق وغير مفهوم، بالنظر إلى عدم إقدام التجار على رفع أسعار هذه السلعة في مناسبة ما دون تقديم مبررات على ذلك، مقارنة بما كان متعاملا به سابقا بمجرد اقتراب موعد المناسبات الدينية، أين يستغل فيها التجار الموالون الفرصة لتحقيق مزيد من الأرباح والفوائد على حساب جيوب المواطنين البسطاء والفقراء على السواء. يجد المواطنون بولاية الشلف هذه الأيام صعوبات بالغة في اقتناء اللحوم البيضاء التي قاربت أسعارها ال300 دج للكيلوغرام الواحد، فبعد عزوفهم شبه التام عن شراء اللحوم الحمراء التي لم تنزل عن ال800 دج في أحسن الأحوال، وصارت في هذه الأيام أسعار لحم الخروف تقارب سقف ال900 دج رغم تحسن الأحوال الجوية وتوفر الكلأ نتيجة للأمطار المتساقطة مؤخرا، وهو الأمر الذي دعا الكثير من المواطنين إلى التساؤل عن سر هذا الارتفاع غير المبرر الذي طال كل شيء، وحتى وقت قريب نزلت أسعار اللحوم البيضاء إلى ما دون ال180 دج للكيلوغرام الواحد رغم تزامن ذلك بمناسبات عديدة، ويتبادل الموالون، المربون والتجار التهم فيما بينهم لعدم إقناع أي منهم بحجته عن هذا الارتفاع الفاحش الذي عرفته هذه السلعة. كما وصلت أسعار الأسماك بالولاية إلى أسعار ليست في متناول الغالبية العظمى من سكان الولاية من ذوي الدخل المحدود، فبعد أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء جاء الدور على المنتجات البحرية التي أضحت هي الأخرى محرمة على الغالبية من ذوي الدخل المحدود، رغم توفر الولاية على شريط ساحلي يمتد إلى أكثر من120كليومتر ويضم أزيد من 3 موانئ ومرفأين بحريين، حيث استقر سعر السمك في حدود ال300 دج و250دج كحد أقصى، دون الحديث عن بقية أنواع السمك الأخرى التي نسيها سكان البلديات الساحلية، فضلا عن سكان المناطق الداخلية لأسعارها التي لا تعكس تكاليفها الحقيقية. ويرجع المطلعين بالقطاع هذا الغلاء إلى تراجع إنتاج هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة، بسبب سوء الأحوال الجوية وقلة الإمكانيات المادية المسخرة في هذا النشاط، حيث وصل إنتاج الموسم إلى4500 طن بعدما كان يفوق ال7 آلاف طن في سنوات سابقة، 90 بالمائة منها من نوع "السردين" والبقية لأنواع القشريات الأخرى والتي تعرف بأسعارها الخيالية، حيث قدرت نسبة التراجع والعجز بما يقارب ال900طن، وهي كمية كبيرة تؤثر بلا شك على أسعار هذه المادة الحيوية التي كانت تشكل فيما مضى بديلا للجزائريين عن بقية اللحوم الأخرى.