تعرف بلدية «الطاية» التابعة إقليميا لدائرة «حمام السخنة» الواقعة في أقصى جنوب شرق سطيف، العديد من النقائص التي جعلت سكانها البالغ تعدادهم نحو 1400 نسمة يفتقرون للعيش الكريم، وتبعا لذلك يناشد هؤلاء الجهات الوصية الوقوف على واقعهم المعيشي الصعب الذي يكابدونه على حد تعبيرهم بمرارة، ومن ثمة السعي إلى تسوية ما أمكن منها لتحسين ظروفهم. طرقات أكل عليها الدهر وشرب ومن جملة الانشغالات المرفوعة للجهات الوصية؛ مشكل الغياب الكلي للتهيئة الحضرية بها، فعلى الرغم من استفادة سكانها من الربط بشبكة الغاز الطبيعي وهو المكسب الذي جعلهم يودعون سنوات المعاناة مع قارورات غاز البوتان، إلا أنهم سرعان ما اصطدموا بمشكلة حالت دون يسر ظروفهم المعيشية، فبعد أشغال الحفر بقيت طرقاتها دون تزفيت، فهي لا تخرج عن كونها عبارة عن حفر ومطبات، وهو ما جعلها تتحول بمجرد نزول أولى القطرات من المطر إلى برك وأوحال يصعب عليهم استعمالها. وفي ذات السياق، ناشد رئيس البلدية الجهة الوصية إتمام أشغال تعبيد الطريق الرابط بين «أولاد عدوان» والطريق الوطني «رقم 75» على مسافة 4 كلم، وكذا الطريق الوطني «رقم 75» والطريق الولائي «رقم18» على مسافة تصل إلى 5 كلم، إلى جانب تسجيله ضرورة إعادة الاعتبار لطريق البلدية على مسافة تصل إلى 8كلم. تعزيز «أم لعجول» بالأمن أكثر من ضرورة من جهتهم، يشكو سكان عدد من المشاتي من مشكلة غياب الكهرباء الريفية، حيث أكد هؤلاء حاجتهم لهذه الطاقة الحيوية، لاسيما أنه كان من الممكن أن تكفل لهم في حال توفرها رفع المردود إلى نسب إيجابية بهذا القطاع، خاصة أن الفلاحة وتربية الماشية يمثلان النشاط الأساسي لغالبية سكان المنطقة.هذا كما طرح سكان البلدية مشكل غياب الأمن بعد إزالة الحرس البلدي على مستوى قرية «أم لعجول»، وتبعا لذلك ناشد ممثل عن سكان تلك القرية والي الولاية بالوقوف على معاناتهم ميدانيا والسعي من ثمة إلى إيجاد حل لتفعيل الأمن بها. آباء يحرمون بناتهن من مزاولة تعليمهن وفي الشأن التربوي، ونظرا لكون البلدية المذكورة تقع على مقربة من عديد الأرياف، فإن هذا الأمر يسر على أبناء تلك الأرياف من التوجه إلى مؤسساتها بغرض مزاولة تعليمهم بها، غير أنه وبمرور الوقت بات من الصعب على الكثيرين التسجيل بها نظرا للاكتظاظ الكبير الذي أضحى يسجل في أقسامها، لاسيما أصحاب الطورين الإكمالي والثانوي، وهو ما يستدعي ضرورة تدعيم القطاع بالبلدية بمتوسطة وثانوية، ولعل ما يعزز الحاجة لهما هو عزوف عدد ليس بالقليل من الآباء على السماح لبناتهن بإكمال دراستهن بفعل بعد المسافة بين مقرات سكناتهن والمؤسسات التربوية التي وجهوا إليها، وذلك خوفا من تعرضهن لمكروه ما، خاصة إذا علمنا أن النقل المدرسي ما يزال بعيدا عن المستوى المطلوب، فالحافلات المتوفرة لا تستوفي أعداد المتمدرسين الذين يضمهم نحو 28 تجمعا سكنيا. سيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة أم حافلة لنقل العمال أما ملف السكن، فقد ألح رئيس البلدية على ضرورة تدعيمهم بحصص من السكنات خاصة منها الاجتماعي والريفي، هذا الأخير الذي فاق فيه عدد الطلبات ال1400 طلب، فيما بلغ عدد الملفات لطالبي السكن الاجتماعي سقف ال500 ملف. أما في شقه الصحي، فيبدو أن البلدية تعتبر منطقة نائية إن صح التعبير في الجانب المتعلق بالتغطية الصحية على مستوى القاعة المتعددة الخدمات، وذلك نظرا لقلة التجهيزات، وهو ما يجعل ساعات الدوام اليومي قليلة ولا تتعدى ال7 ساعات، فيما ينحصر عملها على إجراء بعض الفحوصات، أما طبيب الأسنان فهو الآخر لا يزيد دوامه عن ال3 ساعات بفعل انعدام الأدوية، وطالب في هذا الصدد رئيس بلدية «الطاية» ونيابة عن السكان بتعزيز القاعة الصحية بقسم للاستعجالات، غير أن الأخطر على الإطلاق هو تحويل سيارة الإسعاف عن مسار عملها الصحيح، فبدل أن توضع تحت تصرف الحالات المرضية الطارئة أضحت حافلة لنقل عمال المصلحة، وهو ما يزيد في كل مرة من تذمر واستياء المرضى وعائلاتهم على السواء، ذلك أن هذا الأمر يفرض عليهم التوجه في كل مرة إلى «الكلوندستان»، متحملين بذلك المصاريف الإضافية للنقل، علما أنه كان من الممكن أن لا يحصل معهم هذا، لو أن الأمور سارت بتلك المصلحة وفق المنحى الصحيح. مركب رياضي ومسبح أولمبي أبرز مطالب الشباب من جهتها، تطالب الشريحة الشبانية بتدعيم البلدية بمرافق ترفيهية ورياضية إضافية، والتي من شأنها أن تعمل على سد فراغ يومياتهم بالقدر الكبير، ومن ذلك إنجاز مركب رياضي ومسبح نصف أولمبي، ودار للشباب ب«أم العجول»، مع الأخذ بعين الاعتبار تجهيز المركز الثقافي الوحيد الذي تحوز عليه البلدية، بما في ذلك المكتبة التي يضمها هذا المرفق، وذلك بالنظر إلى الأدوار الفعلية التي يمكن أن يلعبها في التحصيل العلمي لأبناء المنطقة المتمدرسين. 151 مليون دينار لتدعيم القطاع الفلاحي من جهتها، مديرية السكن، أفادت بتسجيلها لمطالب هؤلاء السكان، ووعدت بأخذها بعين الاعتبار، غير أنها أشارت أنه من الضروري قبل ذلك إحصاء العقار أولا، أما مديرية الطاقة والمناجم فقد حددت حاجة 8 تجمعات سكانية للكهرباء، و3 تجمعات أخرى للغاز الطبيعي، فيما سيتم التكفل بها قبل موفى 2011، لاسيما بعد أن رصد لاستكمال التغطية بالكهرباء عبر ربوع الولاية بغلاف مالي يصل إلى 70 مليار سنتيم، والتغطية بالغاز 700 مليار سنتيم، وذلك من أجل إنهاء معاناتهم وأمثالهم مع رحلات البحث الدائمة والمتواصلة مع قارورات غاز البوتان، وفي الشأن الفلاحي نشير أن بلدية «الطاية» استفادت من غلاف مالي يصل إلى 151 مليون دينار موجهة لتدعيم القطاع المذكور. أما مديرية التربية بالولاية، فقد كشفت عن تسجيل ثانوية ومدرسة ابتدائية ونصف داخلية بالبلدية، في حين سجلت مديرية الشباب والرياضة إنجاز مركب رياضي جواري في 2012 نزولا عند رغبة هؤلاء الشباب.