يوجد حاليا المركز الاستشفائي الجامعي "سعادنة عبد النور" بسطيف، في حالة من الغليان التي مست الأطباء المختصين والعامين وشبه الطبيين وغيرهم، الذين شنوا العديد من الحركات الاحتجاجية لرفع جملة من الانشغالات والتنديد بإقصائهم التام من كل أشكال الحوار. آخر حركة كانت قبل يومين دعت إليها 6 نقابات معتمدة بالمؤسسة، ويتعلق الأمر بالنقابة الوطنية للأساتذة في العلوم الطبية، والنقابة الوطنية للأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، ونقابة الممارسية والأخصائيين في الصحة العمومية، ونقابة شبه الطبيين وتنسيقية الأطباء المقيمين وكذا فرع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكان السبب الرئيسي للوقفة هو انعدام الأمن داخل المؤسسة إلى حد وقوع اعتداءات على الأطباء والممرضين، مثل ما حدث مؤخرا عندما اعتدى مجموعة من الأفراد من عائلة واحدة على المناوبين بمصلحة الاستعجالات الطبية، والذين رافقوا أحد أفراد عائلتهم، حيث انتهى الاعتداء بإشباع الممرض ضربا والذي تسبب في عجزه لمدة 30 يوما، وقد أكد لنا المحتجون بأنهم سيكونون حاضرين يوم المحاكمة، التي حدد تاريخها يوم 15 أفريل المقبل. حيث صبوا كل غضبهم على التسيب وقلة الأمن بهذه المؤسسة، منددين بسكوت إدارة المستشفى تجاه الوضع، وأكدوا أن مشهد الاعتداءات يتكرر يوميا أمام أعين الجميع، دون اتخاذ إجراءات تحمي الأطباء والممرضين، وندد بعضهم بالمساومات المادية قصد سحب الشكوى القضائية، وأشار المحتجون إلى قلة وسائل العمل خاصة فيما يتعلق بمواد التنظيف، وقلة الأدوية مثل مصلحة أمراض القلب أين يضطر ولي المريض لاقتناء أدوية من خارج المستشفى، وعدم استفادة المرضى من الأشعة وغيرها، كما يشكو هؤلاء من معضلة السكن فمنذ 2005 لم يتم توزيع ولا سكن واحد رغم وجود شقق شاغرة، حسب الأطباء الذين أثاروا مشكلة عدم توفير المناوبة لدى الخواص، وعدم توفير الأكل ومشاكل أخرى تستدعي تدخلا عاجلا. في سياق موازي ركز هؤلاء في حديثهم على توجيه نقد لاذع للإدارة، التي لم تعد حسبهم قادرة على تسيير أمور مؤسسة بهذا الحجم، وتحدثوا على حالة اللاإستقرار الذي يميز المؤسسة منذ سنوات، بدليل عدم استقرار مديرها العام، ليبقى المستشفى يسير بقدرة قادر رغم أنه يخفى كما هائلا من المعضلات التي استعصى حلها، وقد طالب هؤلاء بضرورة التفاتة جادة من قبل الوزارة الوصية، وإعادة النظر في المستشفى الذي هجره الكثير من الأخصائيين بسبب هذا الكم من المشاكل وخاصة منها السكن، فيما راح بعضهم يطالب بضرورة أن تلتفت الإدارة لأعوان الخدمات وفئة شبه الطبي التي أقصيت من الاستفادة من الكثير من المنح والعلاوات.