لا يزال سكان بعض أحياء بلدية «شعبة العامر» الواقعة جنوب شرق بومرداس، يعانون من مشاكل عديدة نغصت عليهم حياتهم اليومية، وذلك في ظل انعدام أبسط مظاهر التنمية ببلديتهم، مع العلم أن توفرها من شأنه أن يكفل رفع مظاهر العزلة والتهميش التي يعيشون على وقعها. وحسب من التقيناهم بعين المكان، فإن تواصل مشكل العزلة التي تلازم يومياتهم مردها صمت السلطات المحلية على ما يحدث على الرغم من إدراكهم لحدة التذمر التي تغمر نفوس السكان، كما أكد هؤلاء أن الجهة الوصية اكتفت بتقديم الوعود ومعاينة بعض المناطق بين الفينة والأخرى، غير أنها لم تتدخل لحد كتابة هذه الأسطر بشكل إيجابي، بالرغم من الشكاوي الكثيرة التي تصلها في كل مرة. وأول مشكل طرحه سكان البلدية المذكورة تلك المتعلقة بالبطالة، خاصة وأن هذه الأخيرة قد عرفت الاستفحال بشكل كبير، وأرجع هؤلاء ذلك إلى غياب برامج التنمية التي كان من المفروض أن تقام من أجل خلق فرص العمل ومن ثمة تخليص البلدية من مظاهر الفقر، فالواقع يؤكد أن بلديتهم لم تستفد من أي مشروع يفتح لها أبواب المستقبل، ما جعل غالبية الشباب يسترزقون من عملهم في القطاع الخاص والأعمال الحرّة كصناعة الأحذية، البناء والفلاحة، وهي الأعمال التي لا توفر لهم حياة كريمة بسبب افتقارهم لرؤوس الأموال التي تحميهم من الأزمات. وفي ذات السياق، أفاد محدثونا إلى أن الزائر لهذه البلدية يلمس لا محالة حياة البؤس والركود اللتان تميزان المنطقة، ومن جملة المشاكل الأخرى التي طرحوها تلك التي تخص وضعية الطرقات، حيث تشهد جل طرقات أحياء بلدية «شعبة العامر» الاهتراء الكبير خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، أين تتحول الحفر بها إلى برك مائية يستحيل على المارة المشي فيها، وهو ما خلق عزوفا من قبل أصحاب المركبات على الدخول خوفا من الأعطاب التي قد تصيبها، فتزيدهم أعباءً أخرى هم في غنى عنها، بل كان من المفروض على حد تعبيرهم تجنبها في حال لو كانت السلطات المحلية قد تدخلت وقامت ببرمجة بعض المشاريع التنموية وعلى رأسها تزفيت الطرقات. وما حز في نفوس هؤلاء السكان عدم توفر مياه الشرب في بعض أحياء بلديتهم، وهي إن وجدت في بعض الأحياء أخرى فإنها توجد بكميات قليلة، أما حنفياتهم فالماء بها يغيب أكثر مما يحضر، فحسب تأكيدات بعضهم فإنه يزورهم ليوم أو يومين في الأسبوع، ليبقى السكان طيلة الأيام الأخرى يكابدون العطش. وبين هذا وذاك يقول محدثونا بأن سوء التسيير لبعض المشاريع التنموية البسيطة ساهم في قطع الثقة بينهم وبين مسؤولي البلدية، فهم على حد قولهم لم يستفيدوا من بلديتهم أي شيء ينفعهم، مضيفين في معرض شكواهم أن بعض أحياء البلدية حظيت بمشاريع تنموية كتزفيت الطرقات وتهيئة قنوات الصرف الصحي غير أنها ما تزال عالقة فيما تعرف أخرى وتيرة إنجاز بطيئة رغم مرور شهور على تاريخ انطلاقها. ليبقى سكان بلدية «شعبة العامر» يترقبون اليوم الذي تنظر فيه السلطات المحلية إلى المشاكل التي يتخبطون فيها، وإلى حين أن يتحقق ذلك يواصل هؤلاء مناشدتهم الالتفات إلى جملة المطالب التي قالوا بشرعيتها وبضرورة تسجيل مشاريع تنموية تكفل انتشالهم من واقعهم المعيشي الصعب.