أعرب سكان حي «كشيدة» بمدينة باتنة عن استيائهم العميق نتيجة تواصل قيام المشاكل من جهة، والتهميش الذي طالهم على حد تعبيرهم وذلك بسبب تعنت السلطات الوصية وعدم التفاتها إلى ما يلحقهم من معاناة يوميا، الأمر الذي أدى بهم إلى الاستنجاد بالصحافة على اختلاف أنماطها من أجل إسماع صوتهم لدى والي الولاية. وحسب عدد من سكان الحي المذكور فإن انتهاجهم لهذا المسلك جاء عقب إدراكهم لحقيقة مفادها غياب لغة الحوار والتواصل بينهم وبين السلطات المحلية، وهو الأمر الذي تأسفوا بشأنه، وقد أجمع هؤلاء على أن حيهم يشكو من غياب العديد من المرافق الضرورية، ويأتي في مقدمتها وضعية أرضية المسالك الثانوية، وهو ما انعكس سلبا على مصالحهم وتنقلاتهم، وتبدو المعاناة واضحة خلال الأيام الشتوية الماطرة، أين تغرق معظم مسالك الحي الداخلية والثانوية في كميات لا متناهية من الأوحال والبرك المائية، بسبب الانتشار الكبير للحفر والمطبات، والمشكل نفسه يتكرر صيفا بسبب الغبار المتطاير الذي يشكل ديكورا لا يفارق الحي، هذا علاوة على مشكل عقد حياتهم أكثر من ذي قبل، وخصوا بحديثهم تدفق المياه القذرة بالسطح والانتشار الواسع للنفايات، وفي حديثنا مع السكان أفاد أحدهم ل"الأيام" أن الحي يعاني من انسداد في قنوات الصرف الصحي، وهو الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى تدفق المياه وتجمعها أمام التجمعات السكانية، هذا إلى جانب الانفجارات التي تحدث بتلك القنوات مشكلة بذلك خطورة كبيرة على صحة وحياة السكان. غير أن ما زاد من استياء هؤلاء السكان هو تواجد كميات هائلة من النفايات قرب العمارات التي ساهمت في تعفن المحيط، خاصة وأن عمال النظافة لا يدخلون الحي إلا نادرا، بسبب طرقاته الضيقة ومسالكه الوعرة التي تجبر شاحنة النظافة على الدخول مرة واحدة في الأسبوع لا أكثر، وهو ما ساهم في استفحال ظاهرة تلوث المحيط، ونجم عن ذلك انتشار أمراض الحساسية بالدرجة الأولى، ويتخوف هؤلاء من أن يطال هذا النوع من الأمراض أطفالهم الصغار الذين حرموا الاستمتاع بطفولتهم نتيجة الحرص الشديد وغير العادي لذويهم عليهم، هذا فضلا عن مشكل انعدام الإنارة العمومية بوسط الحي، وهو ما ساهم في خلق الجو المناسب لظهور بعض السلوكيات السلبية من طرف بعض الجماعات، كالاعتداءات على السكان والسطو على ممتلكاتهم، وهو ما عزز ما مخاوفهم، ونتيجة لذلك يضطر هؤلاء إلى الدخول في أوقات مبكرة إلى بيوتهم قبل حلول الظلام خوفا من أن تعترض سبيلهم جماعات أشرار همها الوحيد سلبهم ما يمكن أن يفيدهم، وهو المشكل الذي يستدعي حسبهم ضرورة التدخل العاجل وسريع للسلطات المحلية.