أكد المستشار الخاص للرئيس «باراك أوباما» للأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب «جون برينان» أن الولاياتالمتحدة «تشيد بجهود الجزائر المتواصلة في مجال الإصلاحات من أجل الاستجابة لتطلعات الشعب الجزائري». أدلى «برينان» بهذا التصريح خلال لقائه أول أمس بواشنطن مع وزير الخارجية «مراد مدلسي»، الذي أجري زيارة دامت يومين إلى العاصمة الفدرالية بدعوة من كاتبة الدولة الأمريكية «هيلاري كلينتون»، وقدم «مدلسي» خلال هذه المحادثات ل «برينان» مضمون برنامج الإصلاحات الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» في ال 15 أفريل الماضي في إطار تعزيز مسار الديمقراطية في الجزائر، كما كان اللقاء فرصة للطرفين للتطرق إلى مكافحة الإرهاب والوضع السائد في منطقة الساحل في سياق الأزمة في ليبيا. وفي هذا السياق تطرق «مدلسي» و«برينان» للاجتماع الاستثنائي لمجلس قادة الأركان لشبه منطقة الساحل الذي عقد الأسبوع الماضي ببماكو (المالية، والذي يندرج في إطار التشاور والتنسيق المتواصلين بين البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة (الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر) لمواجهة التحديات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب والإجرام المنظم. وحول هذه النقطة أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية لمستشار أوباما في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب أن الشراكة بين البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة والولاياتالمتحدة أو بلدان أخرى شريكة يجب أن تقوم على التكوين وتقاسم المعلومات والتموين بالتجهيزات، كما كان الوضع في ليبيا ضمن جدول أعمال المحادثات بين «برينان» و«مدلسي»، الذي تطرق إلى «خارطة الطريق»، التي اقترحها الاتحاد الإفريقي قصد إيجاد مخرج سلمي للنزاع من خلال الوقف الفوري لكل هذه المواجهات ونقل المساعدة الإنسانية وفتح الحوار بين النظام والمتمردين، كما اجتمع «مدلسي» خلال اليوم الأول من زيارته إلى واشنطن مع مساعد كاتبة الدولة للشؤون الخارجية من أجل الشؤون السياسية «ويليام بارنز»، الذي أشار إلى «التعاون الثنائي ذو النوعية بكل جوانبه بين الولاياتالمتحدةوالجزائر»، مشيدا «بالتزام الجزائر في مسعى إرادي في مجال الإصلاحات»، وأكد «بارنز» أنه يعتبر الشراكة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر «ذات مصداقية وثقة»، ملحا على تنويع الاقتصاد الجزائري الذي يفتح المجال أمام الاستثمارات الأمريكية. وفي تطرقه إلى الوضع في ليبيا قال «مدلسي»، خلال محادثاته مع «بارنز» أن الجزائر امتثلت «تماما» للائحتي مجلس الأمن 1970 و1973، موضحا أن البلد يندرج في مسعى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا على أهمية الحفاظ على وحدة ليبيا، وفي هذا الصدد شدد «مدلسي» على أهمية وقف إطلاق النار بليبيا بالإضافة إلى وضع آلية مراقبة وتحديد معالم حوار سياسي جامع بين الأطراف الليبية. وفي لقائه مع منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية «دانيال بنجامين» أعرب الوزير عن ارتياحه لتطور التعاون الجزائري الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب، مشددا على انعكاسات الأزمة الليبية على المنطقة، خاصة منطقة الساحل من خلال «تنقل الأسلحة والأموال والأفكار الإديولوجية»، وأضاف «مدلسي» أنها عوامل قد تشجع الإرهاب الذي أضحى التعاون بشأنه بالمنطقة «ضروريا» مع انعقاد اجتماع لجنة الأركان العملياتية المشتركة في أواخر أفريل المنصرم من أجل السماح للبلدان الأعضاء بالتشاور حول الخطر الذي يحدق بالمنطقة، وفي هذا الشأن قال «بنجامين» أنه يقدر الجهود التي باشرتها الجزائر على مستوى منطقة الساحل من أجل مكافحة هذه الآفة، ويرى ذات المسؤول أن التعاون بين الولاياتالمتحدةوالجزائر في هذا المجال قد بلغ «مرحلة النضج» خاصة بعد عقد أول اجتماع لمجموعة الاتصال الثنائي للتعاون، معربا عن أمله في تواصل الجهود من أجل تعزيز الشراكة الجزائرية-الأمريكية.