أكّد المختصّ في العمران الأستاذ "عقال محمد الطيب" في تصريح ل"الأيام" أن تدخل العنصر الأجنبي "الاستعمار الفرنسي" الذي يعتبر غريبا عن المجتمع الجزائري من حيث العقيدة، التوجه الاجتماعي والعرف ككل، عمل على تحويل المدينة من الداخل إلى الخارج، موضحا أننا نلاحظ أن الواجهة البحرية لمدينة الجزائر في التقاليد العمرانية الإسلامية تتجه نحو الداخل، إلا أن الفرنسيين وجهووها نحو الخارج، وهذا ما يسمى في فن العمارة "الرواق بالعقود"، موضحا أن الرواق بالعقود هو داخل العمارة وليس خارج العمارة في العمارة الجزائرية الإسلامية، حيث أن الآية أصبحت معكوسة وقال: "العمارة لدينا أصبحت مفضوحة، وهذا على عكس تقاليد العمرانية الإسلامية" وأردف المتحدث بالقول أن الجزائر اتبعت فن العمران الإسلامي في كل الحواضر الإسلامية أي أن واجهتها تعد واجهة تقريبا شبه صماء إلا من الكوات الصغيرة والتي تسمح بمرور الهواء لتجديد حركته داخل العمران، حتى يبقى جو المسكن لائق بتهوية جيدة. وأشار "عقال" أن المعطيات التي وضعها "ابن خلدون" فيما يتعلق بنمو المدن وتطورها ليست نفسها، لأن مدينة الجزائر عبر التاريخ كانت مستقرة إلى حد ما إلا فترة دخول الأجنبي المختلف عليها، وبالتالي من ناحية التوضيحية لا يمكن أن نسقطها على واقع التاريخي لعمران القصبة، نظرا لدخول عنصر غير إسلامي، عمل على تغيير ملامح المدينة من كل الجوانب، فمثلا الشرفة كانت في العمران الإسلامي تطل على الداخل المسكن لكن الآن أصبحت خارج المسكن وهذا ما يسمى العمارة الفاضحة أو المفضوحة. كما أعلن الأستاذ "عقال" انه إلى حد ما لازالت روح العاصمة مستمدة من القصبة لكن بعد الاحتلال الفرنسي وتغيير نمط العمراني إلى "النيو موريس" وهو النمط الجديد والذي استحدث بعد الاحتلال الفرنسي بعد حوالي 50 سنة تغيرت وجه العاصمة بكاملها وأصبحت العمارات وأضحت الأنماط المعمارية غير الأنماط المعمارية المعروفة في كامل العالم الإسلامي والتي من بينها الجزائر،مضيفا أن الأنماط المعمارية وخلال سنوات عديدة لدى مدن الجوار وخارج العاصمة كانت مقتبسة ومستوحات من النمط الموجود بالعاصمة لكن هذا الأمر زال مع تغير وجه العاصمة وتوسعها ودخول الاستعمار الفرنسي إليها عمله على تغيير ملامحها كاملة طيلة أزيد من 130 سنة.