ما تزال ظاهرة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي مصدر غضب مواطني عدة بلديات بولاية تيارت، ومن ذلك تناول سكان بلدية «فرندة» أول أمس وجبة السحور على ضوء الشموع، بعد انقطاع التيار الكهربائي لمدة فاقت الساعة، ولم تكن عودة التيار الكهربائي مفرحة بقدر ما طرحت مخاوف من تلف التجهيزات المنزلية بسبب تلك الانقطاعات الدورية، الأمر الذي أغضب الكثير من السكان. وحسب عدد من السكان فإن المشكل ليس جديدا العهد، فقد ألفوا هذه الانقطاعات بصورة دائمة على مدار أيام الأسبوع، وليست بلدية «فرندة» وحدها من يعاني قاطنوها من مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، بل إن المشكل مسجل عبر عدة بلديات، ففي عاصمة الولاية أفصح سكان العديد من أحياء الجهة الجنوبية لمدينة تيارت أنهم تناولوا وجبة الفطور أول أمس على ضوء الشموع، حيث سجل انقطاع للكهرباء لعدة ساعات مس حوالي أربعة أحياء، وهي ليست المرة الأولى -حسبهم- التي تكرر فيها انقطاع التيار الكهربائي بالمدينة، رغم طمأنة مسؤولين من شركة "سونلغاز" لهم بأنه قد تم تخصيص فرق لصيانة الأعطاب لأجل تقليص معدل انقطاعات التيار الكهربائي، غير أن الواقع أكد مرة أخرى تواصل قيام المشكل، وحسب محدثينا فإنه بات من الممل جدا تحمل هذا "المشكل الروتيني"، خصوصا وأنه تزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وشهر رمضان الكريم. وفي كل الأحوال يبقى تخوفهم الأكبر من أن يلحق التلف الأجهزة الكهرومنزلية في ظل تواصل مشكل انقطاعات الكهرباء، وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه جموع التجار، فهم بدورهم يتخوفون أن تتسبب هذه الانقطاعات في أعطاب أجهزة التبريد، إلى جانب تخوفوهم من كساد بعض المنتجات التي تحتاج إلى عامل التبريد حتى لا تفسد أو تنتهي مدة صلاحيتها قبل أوانها, لتبقى ظاهرة الانقطاع المتكرر للكهرباء تثير غضب سكان الولاية الذين سئموا من التبريرات التي يقدمها مسئولي "سونلغاز"، هذه الأخيرة التي قالت بأن ذلك مرده هو ارتفاع الضغط على المحولات نتيجة استعمال المبردات وعدة تجهيزات، وهو مبرر حسب محدثينا بقدر ما يضحك بقدر ما يجعلهم مستائين، فإن كان هذا الطرح في نظرهم هو الحقيقة، فهذا يعني أن المناطق الصناعية بدوائر الولاية بعد انطلاق المؤسسات بها ستستهلك طاقة كهربائية كبيرة، وهو ما يعني أن الانقطاعات ستكون دائمة عبر كامل تراب الولاية، وهو معناه أنه لابد على مسؤولي "سونلغاز" أن تسارع إلى تداركه قبل حصول ما لم يكن في الحسبان.