تعيش مدينة مغنية بولاية تلمسان جوا ثقافيا مميزا بمناسبة احتضانها الطبعة الرابعة للأيام المسرحية للجنوب من 17 إلى 27 نوفمبر. ويسجّل إقبال لا مثيل له للتلمسانيين على المركز الثقافي لمتابعة العروض المسرحية المتنوّعة. ومن بين المسرحيات العشرة المبرمجة وقفت ستة فرق فوق الركح بالمركز الثقافي لتصنع المتعة والفرجة. فرقة “الكلمة الطيبة” لبسكرة و”الواحة” لورقلة و”الركح” لتمنراست و”القناع المسرحي” للوادي و”آفاق الجزائر” للأغواط وفرقة “الفن الدّرامي” لأدرار؛ أبهرت التلمسانيين بعروضها المميزة، إذ قدمت أعمالا تعالج مشاكل الشباب والمجتمع والحياة اليومية حيث قدم الممثلون أساليب تعبيرية مختلفة منها الهزلي والإيمائي. وأبهرت هذه الفرق للمواهب الشابة من جنوب الوطن خاصة منها بسكرة وتمنراست والأغواط وورقلة وتندوف والوادي والبيض والنعامة وبشار وأدرار الجمهور المعروف بتذوقه للفن الرابع. وقد جلبت المسرحيات أعدادا كبيرة من المواطنين لم تتسع قاعة العروض للمركز الثقافي الجديد لاستيعابها مما خلق جوا وتنشيطا ثقافيا استثنائيا شبيه لما تعيشه عاصمة الزيانيين في إطار تظاهرة “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام “.2011 وينظم المسرح الوطني الجزائري الذي يرعى هذه الأيام المسرحية للجنوب بالموازاة ثلاث ورشات للتكوين لفائدة الممثلين الشباب للجنوب الممثلين الشباب من تلمسان في النقد والكتابة المسرحية و فنون الكلام. وكان للأدب أيضا حضور بارز في هذه الأيام المسرحية من خلال كاتبين جزائريين هما بن منصور عبد الوهاب وحبيب السايح اللذين نشطا ندوة بالمركز الدولي للصحافة لتلمسان حول تجاربهما الأدبية. وبرمجت في ختام هذه التظاهرة المسرحية يوم 27 نوفمبر الجاري محاضرة حول “المسرح والأنثربولوجيا” .