انطلقت أول أمس فعاليات الطبعة الرابعة للأيام الوطنية للموسيقى الكلاسيكية بسطيف التي تشرف على تنظيمها لجنة الحفلات لبلدية سطيف. الحفل الافتتاحي عرف حضورا قويا للعائلات التي اكتظت بها قاعة الحفلات لحديقة التسلية وسط المدينة للاستمتاع بما جادت به قريحة هذه المواهب الشابة قبل أن تصعد فرقة أتنوسفار من قسنطينة المعروفة بتأديتها لنوبات من الموسيقى الأندلسية في قالب جديد يدخل “البوليفينيا” على هذا الطابع الذي يعتمد تقليديا على المونوفونيا أو النغمات العادية. فقد أبدعت هذه الفرقة في تقديم باقة متنوعة من مقاطعها الموسيقية استطاعت استمالة أحاسيس الجمهور وشدت انتباهه طيلة الحفل. وحسب رئيس لجنة الحفلات منير بوخريصة فإن ما يميز طبعة هذه السنة هو الحضور المكثف للمعاهد الخاصة بالموسيقى الكلاسيكية عبر الوطن بما فيها ملحقات التكوين لكل من ولايات البويرة والأغواط وباتنة، وتهدف من هذه التظاهرة إلى إبراز حقيقة الموسيقى الجزائرية المهذبة بطريقة كلاسيكية وخلق فرصة لتلاقي الموسيقيين والاحتكاك فيما بينهم إلى جانب خلق ثقافة الاستماع لدى الجمهور. كما تعد فرصة لتبادل الخبرات وتعريف الجمهور بمميزات الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية والتي لا تختلف عن نظيراتها العالمية والتأكيد على فكرة للموسيقى الكلاسيكية جمهورها خاصة وأنه طغى على الحفلات طابع الراي والسطايفي وتم بذلك إهمال الأنواع الموسيقية الأخرى وحرمان جمهورها من التذوق الفني الراقي . ومن المنتظر أن يشارك في هذه التظاهرة الفنية التي ستحتضنها قاعة الحفلات بحديقة التسلية وسط المدينة مشاركة العديد من العازفين والفرق الموسيقية من مختلف مناطق الوطن على غرار الجزائر العاصمة وباتنة وقسنطينة والأغواط بالإضافة إلى الفرنسي كاليي ونُوال والجزائري محمد روان فضلا عن الاركسترا السينفونية الوطنية التي ستشرف على الحفل الاختتامي للطبعة. تجدر الإشارة إلى أن الطبعات الثلاثة السابقة عرفت إقبالا كبيرا لمختلف العائلات السطايفية والعائلات القاطنة بالمناطق المجاورة لسطيف، خاصّة وأن التظاهرة تتزامن والعطلة الشتوية ما يسمح بتدفق متزايد لمحبي هذا النوع من الموسيقى.