اعترف الرئيس التونسي «محمد منصف المرزوقي» بأنه «تحادث مطوّلا» مع رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» حول تطوّرات الوضع في سوريا، وأكد أن بلاده تحترم كثيرا موقف الجزائر بخصوص معاناة الشعب السوري خاصة لدى حديثه عن كون «بوتفليقة» أبلغه بأنه «يتألّم لهذه المعاناة»، ويعتقد «المرزوقي» أن الحلّ في هذا البلد يكمن في «رحيل النظام الديكتاتوري». حسب ما أورده الرئيس التونسي في ندوته الصحفية التي عقدها مساء الأحد في مركز المؤتمرات ب «جنان الميثاق» بالعاصمة، فإن الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» أبلغه بأنه «متألم جدّا لما يحدث للشعب السوري»، لكنه مع ذلك رفض التعليق على كيفية تعامل الجزائر مع النظام السوري عندما شدّد على أن هذا الأمر «موقف سيادي»، موضحا لدى إجابته على سؤال متصل بموقف رئيس الجمهورية من الوضع في سوريا «لقد تحدّثت مطوّلا مع فخامة الرئيس ولمست أنه هناك وفاقا تاما حول هذه المسألة». إلى ذلك انتقد «محمد منصف المرزوقي» نظام «بشار الأسد» الذي قال إنه «استعمل العنف ضد شعبه الأعزل، ولذلك فإننا رفضنا الاعتراف بشرعية هذا النظام»، مبديا تأسّفه لحقيقة ما يجري هناك لأنه «كان من الواجب على النظام السوري حماية شعبه وليس تعذيبه وقتله.. أتمنى أن ينتهي الكابوس برحيل هذا النظام الديكتاتوري والدخول في مرحلة انتقالية تحضيرا للتحوّل الديمقراطي». وفي سياق ذي صلة نفى المتحدّث أن يكون قرار تونس طرد السفير السوري من أراضيها له علاقة ب «أوامر وتعليمات» تلقتها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا ولا حتى من الخليجيين، مشيرا إلى أن هذا القرار كان سياديا وأن ما أقدمت عليه بلاده «هو طرد سفير نظام مجرم«»، ثم اعترف: «نحن لا نستطيع إعانة الشعب السوري لأن وضعنا صعب كما أننا ضدّ التدخل الأجنبي، ورأينا أن الحلّ هو طرد سفير هذا النظام الذي فقد شرعيته». وفي شأن آخر مرتبط بمساعي تونس من أجل تسلّم الرئيس المخلوع «زين العابدين بن علي» من السلطات السعودية، أوضح الرئيس «منصف المرزوقي» قائلا: «نحن نريد من إخواننا في المملكة العربية السعودية أن يسلمونا هذا المجرم ولكن هذا لا يعني أن نجعل من ذلك شرطا أساسيا لتواصل العلاقات بين البلدين» ليضيف: «من حقنا أخلاقيا استلام هذا المجرم الذي قتل 300 تونسي ونهب الملايير ودنّس حتى المصاحف ولذلك من الغرابة منح اللجوء لمثل هذا الشخص». وبعد أن قدّم ضمانات بأن «هذا المجرم لن يتعرّض للتعذيب وسيحاكم محاكمة عادلة» في حال تسليمه، عاد للحديث عن طلب ليبيا تسلم «البغدادي المحمودي»، رئيس الوزراء في عهد العقيد الراحل «معمر القذافي»، وأعلن أن هذا الأمر غير ممكن في الوقت الراهن «طالما أن ليبيا لا تتوفر في الوقت الحاضر على عدالة مستقلة ونظام مستقر... فإن شرف تونس يمنعنا من تسليم هذا الشخص، لكننا سنسلمه حالما تتوفر هذه الشروط»، لافتا إلى أن المستشار «مصطفى عبد الجليل» وافقه على هذا الطرح خلال زيارته الأخيرة قام بها إلى طرابلس.