بقلم : اسماعيل بوزيدة /الجزائر تستحضرني أغنية يقول فيها القائل وبلحن يلامس الأعماق ”الأماكن كلها مشتاقة لك ”... فأعلم يقينًا أنك وحدك من تشتاق لها كل الأماكن وتحن إلى ابتساماتك العبقة وحضورك المؤزر بالعطر والياسمين ... وأزداد أنا اشتياقا لك وأسبح مع كلمات الأغنية في بحر اللاَّوعي الذي لا يعي سواك . اليوم وعلى غير العادة...كان طيفكِ يطاردني حتى النخاع... أراك في كل الوجوه ... أرى معطفك ... أرى شالك الأسود الجميل... في كل ركن وفي كل زاوية وفي كل ممر... لكن الابتسامات كانت تفضح كل من يريد التشبه بك ... لأنك منحوتة و منقوشة على غير العادة ... لقد تجمع فيك جمال الجمال ومنتهاه ... فكم هي بائسة وتافهة الكلمات التي تريد وصفك وكم هي عاجزة الأقلام التي تتسابق إلى رسمك. تسري بي الموسيقى العذبة إلى مدائنك ... وتقربني إليك في بعدك ... وتبتعدين أنت كعادتك غزالاً ... لا تطاله قيود ولا يناله صياد. في حلي وارتحالي ... في ممشاي ومجلسي ...كانت الذاكرة تنبض بك والأنفاس تلهث إليك ... و النظرات تتمنى لو ترمقك... والأسماع ترنو إلى همسة منك ... عطشان إليك أنا ... عطشى أيامي لأيامك ... عطشى الدنيا و الأماكن لحضورك ... فأين أنت ؟ بعد أن غادرت صرت لا أرى الأشياء إلا بمنظارك ... ولا أقيس الأبعاد إلا بمقاييسك ... و لا أحب وأعشق إلا على وزنك و إيقاعك ... لقد كشفت عيوب الحسن بحسنك ... وتساقطت إمبراطوريات الجمال المزيف عند أقدامك ... افرحي اليوم و حلقي بعيدا ... وليبك كل من لم يعرفك ... و ليبك كل من لم يرك. أين وصيتك لمن تركتيهم هنا عند الجدار البارد ؟ ... تحت الشمس الصفراء تجلدهم ... أين وداعك ؟ لمن لا يريدون وداعك ... أين أنتِ ؟ لمن لا يبحثون إلاَّ عنك . إلى متى ستبقى الدنيا كلها تنتظرك ؟ ... إلى متى النجوم تفقد بريقها ؟ ... إلى متى السماء تبكيك في كل الفصول ؟... وإلى متى الأسماء تهتز لإسمك الرنان المكهرب ؟. إلى متى العاشقون يضيعون أوقاتهم في عشق زيف الجمال ؟ وأنت ملكة الجمال ... وتبقى الأماكن كلها مشتاقة لك كما تقول الأغنية .