بقلم : إسماعيل بوزيدة / الجزائر قادم إليك أنا كما كنت آت بين الماضي و الحاضر.. قادم من وحشتي باحثا عنك لأبكي فوق صدرك.. قادم بعد أن ضاقت بي الأماكن سائر في ذلك الدرب الطويل قادم و الأشجار و الأطيار والسماء زرقاء تبشر بك . الطريق تؤدي إلى مكانك وذكرياتك ولا تؤدي إليك والأشجار تعزف والريح اسمك في غيابك . ما أجمل المجيء إليك حتى ولو لم تكوني هناك ... تقترب بي الطريق وتبتعد بك المسافات الظالمة و الحقيقة المرة . ها قد تواطأت والزمن وأعدنا بعضا من الماضي في مشهد لا ينقصه سواك سؤال يراودني هل تتذكرين هذه الأماكن؟ أم انك تهربين منها بأملك ومستقبلك المتجدد. قادم إليك أنا بأحلام واهية وأمل مستحيل باتجاه المستحيل إلى مكان صار وجودك فيه مستحيلا، في الطريق يطاردني وجهك في كل العابرين وفي كل الخيالات البعيدة فكم هي ساذجة هذه الوجوه والخيالات في حضرتك. الطريق مازالت كما هي خالية في نهايات الأسبوع تلك في الماضي، مازالت المقاهي جالسة في الذاكرة والأصدقاء الراحلون مازالت أحاديثهم تنساب والهواء البارد ما زالت أحلامهم منضودة على طاولات تلك المقاهي ، مازالت ابتساماتهم تبعث على الابتسام ، مازال شايهم ساخنا كأنهم كانوا البارحة فقط هنا و بين عشية وضحاها ملأت الوحشة كل أماكنهم وسدت كل الفراغات وأبدلت النور ظلاما . كل هذه الطرق تؤدي إليك لكن السير فيها لا يؤدي إليك ولكن يؤدي إلى التيه والدوار والكثير من وجع القلب . فارغة الطريق موحشة فأين كل تلك الحافلات المصفوفة طويلا وأولئك العابرون إنهم يؤنسوننا ويكسرون بعض من هذه الوحشة القاتمة . بالقرب منك وأنت بعيدة أرى ترتيبك ونظامك وأنا المبعثر هنا والمتخبط وسط أوهامي على هذا الرصيف القاسي، أرى أيامك وماضيك وأطلع على بعض من تفاصيلك التي كانت هنا فأجد نفسي عائدا كما كنت أعود دائما بين الماضي والحاضر. * شارك: * Email * Print * * *