شكّلت عريضة طرح الثقة التي قدّمها الأمين العام ل «الأفلان» انتصارا كبيرا لشخص «عبد العزيز بلخادم» الذي خُيّل في أول يوم من دورة اللجنة المركزية بأنه يقضي ساعاته الأخيرة على رأس الحزب العتيد قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب مساء ذات اليوم إثر استظهار 221 توقيعا من الأعضاء الداعمين لبقاء «بلخادم» على رأس الحزب. يرى الكثير من المراقبين لتطورات الصراع المحتدم داخل بيت جبهة التحرير الوطني أن الطريقة التي حسم بها الأمين العام الحالي للحزب نزاع الشرعية مع عدد من الوجوه المعروفة زادت من قوة تموقعه خصوصا وأن هذا الانتصار جاء بعد أكثر شهر من الفوز الكاسح الذي حقّقه «الأفلان» في الانتخابات التشريعية. وبحسب التفاصيل التي قدّمها عضو المكتب السياسي المكلف بقطاع الإعلام والاتصال، «قاسة عيسي»، فإن 221 عضوا من أصل 333 في اللجنة المركزية جددوا الثقة في الأمين العام لمواصلة مهامه على رأس الحزب، وقد حدث ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال اليوم الأول المنعقدة مساء الجمعة بحضور محضرين قضائيين، وأفاد «عيسي» في تصريحات للصحفيين أن «بلخادم» كان قد طلب من المعارضين له بتقديم النصاب القانوني الذي يسمح لهم بسحب الثقة منه إلى المحضرين القضائيين الموجودين بالقاعة، مضيفا أن الأمين العام للحزب دعا معارضيه إلى أن «يخضعوا لحكم الأغلبية» التي جددت الثقة فيه. ومن جانبه كشف «عبد الوحيد بوعبد الله»، وهو عضو في اللجنة المركزية، أنه تم عقد اجتماعين بين الأمين العام والمحتجين دون الوعد بوضع حد لحالة الانسداد، ومعلوم أن المناوئين احتجوا على نمط التصويت برفع الأيدي الذي تمّ اعتماده خلال اجتماع تحضيري للمكتب السياسي للحزب من أجل الفصل في القرارات المهمة بما فيها سحب الثقة من الأمين العام أو تثبيت عهدته على رأس الحزب. وأضاف «بوعبد الله» أن الأمين العام للحزب «يمكن أن يكون قد قبل بالتصويت السري على اللوائح» لكن المحتجين طالبوا منه فيما بعد بتقديم استقالته، فيما انتقد «محمد صغير قارة» بشدة سيران أشغال اللجنة المركزية، وقال إن «الدورة العادية للجنة المركزية للحزب لم تنعقد بتاتا الجمعة كما كان مقررا»، وذكر أن «بلخادم وافق على الذهاب إلى صندوق الاقتراع قبل أن يغير رأيه». وللتذكير فإن أشغال الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني استأنفت أمس في آخر يوم لها بعد «معركة إجراءات» حقيقية بين معارضي ومساندي الأمين العام، حيث تمّ خلال هذه الجلسة التي حضرتها الصحافة تنصيب مكتب الدورة و اللجان بحضور «بلخادم» الذي أكد أنه تمت معالجة كل النقاط محل خلاف بين أعضاء اللجنة المركزية وفقا لأحكام وقوانين الحزب، وأشار إلى أنه تمّ اتخاذ قرار تجميد عضوية الأعضاء غير المسموح لهم بالحضور إلى هذا اللقاء وفقا للقانون الأساسي للحزب. زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print