دفعت الأوضاع الأمني المتدهورة التي تشهدها العديد من المدن السورية مصالح وزارة الخارجية إلى التحرّك من أجل إجلاء الرعايا الجزائريين المقيمين في هذا البلد الذي لم يعرف الاستقرار منذ أزيد من عام ونصف، حيث تم تنصيب خلية متابعة الأوضاع هناك والاطمئنان على آلاف العائلات الجزائرية، كما تمّ وضع تسهيلات استثنائية لكل من يرغب في العودة إلى أرض الوطن. سارعت وزارة الشؤون الخارجية إلى اتخاذ التدابير الضرورية التي من شأنها تعجيل وتيرة ترحيل الآلاف من العائلات الجزائرية المقيمة في مدن عديدة من سوريا، وقد جاء هذا الاستنفار على خلفية التدهور الأمني الخطير الذي غرقت فيه أغلب شوارع المدن السورية نتيجة احتدام المواجهات بين القوات التابعة لنظام والعناصر المسلحة المحسوبة عما يسمى ب «الجيش السوري الحر» المعارض، وهو ما حوّل هذا البلد إلى وضع أشبه ب «الحرب الأهلية». ومن هذا المنطلق كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، «عمار بلاني»، في تصريح له نقلته أمس وكالة الأنباء الجزائرية بأنه تمّ تنصيب خلية من طرف الوزارة الشؤون الخارجية منذ اندلاع الأزمة السورية، موضحا أن مهمتها هي «متابعة وضعية الجالية الجزائرية المقيمة في هذا البل بشكل دائم»، وهي اللجنة التي قال إنها متواجدة على مستوى كتابة الدولة المكلفة بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج التي يُسيّرها «حليم بن عطا الله». إلى ذلك أورد المتحدّث مطمئنا بأن «هذه الخلية على اتصال دائم بمصالح سفارتنا بدمشق المجندة لمتابعة وضعية جاليتنا المقيمة في سوريا عن قرب»، مضيفا في نفس الإطار أن «خلية المتابعة بالوزارة التي تعمل بالاتصال مع خلية الطوارئ التي تم تنصيبها على مستوى سفارتنا بدمشق تقوم يوميا بتحيين تقييمها لوضعية أعضاء مواطنينا المتواجدين حاليا في سوريا لاتخاذ الإجراءات الضرورية طبقا لتطور السياق الأمني في هذا البلد». ومن خلال الأرقام التي أفاد بها «عمار بلاني» فإن «آلاف العائلات الجزائرية غادرت سوريا بوسائلها الخاصة»، قبل أن يشير إلى أنه «وبالنسبة للعائلات المتبقية فتقترح الشركة الوطنية للخطوط الجزائرية تخفيضات معتبرة (30 بالمائة) بالنسبة للعائلات المعوزة التي تريد السفر على الرحلة دمشق-الجزائر»، علما أن الشركة تنظم ثلاث رحلات في الأسبوع، ودعا المتحدث إلى تقديم مزيد من التسهيلات بقوله: «سنلتمس من شركتنا الوطنية أن تصل هذه التخفيضات إلى 50 بالمائة لمراعاة وضعية مواطنينا المعوزين». وحسب توضيحات الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجي فإن «السفارة الجزائر في سوريا وفي إطار اتصالاتها اليومية مع ممثلي الجالية الجزائرية قدمت دعمها المالي لأكثر من 300 عائلة جزائرية معوزة»، وأنها تكفّلت كذلك ب «إيواء بعض العائلات التي اضطرت للهروب من بعض المحافظات السورية التي شهدت تدهورا كبيرا في الأوضاع الأمني في فنادق بالعاصمة». وتأتي هذه التطمينات التي أطلقها المسؤول في وزارة الخارجية بعد أن تواترت أنباء عبر العديد من وسائل الإعلام عن «معاناة» أفراد الجالية الجزائرية المقيمين هناك، حيث تذهب تقديرات رسمية إلى أن عدد الرعايا الجزائريين المتواجدة في الأراضي السورية يقارب 5 آلاف دون الحديث عن السورين ذوي الأصول الجزائرية، وهو ما يكشف النزوح الكبير لهؤلاء والذي وصل بحسب بعض الأرقام على أكثر من 30 ألف سوري فرّوا من جحيم الحرب الأهلية. زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print