كانت سهرة الاثنين إلى الثلاثاء فرصة بالنسبة للعديد من المترددين على سهرات مهرجان جميلة العربي لاكتشاف المواويل العراقية المستوحاة من التراث الأصيل لبلاد الرافدين بعد أن أدى الفنان حاتم العراقي بعضا منها، و تحولت الفقرة الأولى للسهرة الخامسة للطبعة الثامنة لهذه التظاهرة الفنية إلى ليلة عراقية بامتياز استطاع فيها هذا الفنان الذي يزور الجزائر لأول مرة أن يهز ميدان ملعب محمد قصاب بوسط مدينة سطيف و يجعله فضاء للطرب العراقي و يسافر بجمهوره لاكتشاف جزء من موروث هذا البلد العربي. و لوحظ تفاعل كبير للجمهور مع بعض مواويل هذا الفنان القديمة منها “أحبك” كما استمتع الحضور ببعض أغنياته الجديدة على غرار ” أشوفك وين يا مهاجر” و”يا طير” و أخرى أثنى فيها على الجزائر بعنوان “يا جزائر يا وطنا”. و حملت السهرة معاني للحب و الإخاء بين الشعبين الجزائري و العراقي بعد ظهور علمي البلدين في صورة واحدة عبر شاشة كبيرة وضعت بميدان المهرجان كانت قد استرجعت في مستهل الحفل لدى الحضور ذكرى الفنانة الراحلة وردة الجزائرية في صور تبرز مراحل متعددة من حياتها. و عبر الفنان حاتم العراقي عقب الحفل عن سعادته الكبيرة لإرضاء جمهوره في الجزائر معتبرا في نفس الوقت مشاركته في مهرجان جميلة العربي بمثابة “رسالة حب” من الشعب العراقي إلى الشعب الجزائري. و بعد أن هنأ كل الجزائريين بالذكرى الخمسين للاستقلال تمنى حاتم العراقي في نفس السياق كل الخير و الاستقرار للجزائر و لشعبها. و تواصلت السهرة إلى غاية الساعة الثانية فجرا على وقع الطابع القناوي بالرغم من ملامح التعب و الإرهاق التي بدت على الحضور لتأخر الوقت و غادر العديد منهم على أمل أن تحمل السهرة الموالية مزيدا من المتعة. أما من بقي إلى غاية نهايتها معظمهم من الشباب فتجاوبوا و رقصوا هذه المرة على وقع نغمات أدتها فرقة “بانيا” ديوان الجزائر التي قدمت وصلات غنائية على وقع آلة القمبري منها “صلوا على رسول الله” و “بانيا”، للإشارة صنعت الفرقة الجزائرية “امزاد” سهرة الأحد إلى الاثنين و هي الليلة الرابعة من عمر المهرجان و أمام حضور متوسط فرجة حقيقية في عرضها المميز بعنوان ” العشق و السلام ” مزجت من خلاله بين مختلف الطبوع الجزائرية من شاوية و قبائلية و ترقية و مزابية. و غنت قبل ذلك الفنانة الموريطانية معلومة منت الميداح التي تشارك في مهرجان جميلة العربي لأول مرة باقة من أغانيها المعروفة منها “يارب اهدينا” و “نبينا” و طيور الواد” و “الخيالة” . و استطاعت معلومة من خلال زيها الذي يعكس تراث المجتمع الموريطاني و استعمالها لآلة “الاردين” المميزة لدولة موريطانيا أن تشد انتباه الحاضرين الذين دعاهم الفضول لاكتشاف نوع آخر من الموسيقى هو الشعبي الموريطاني الذي لا يزال غير معروف لدى الكثيرين. * شارك: * Email * Print