أعلن رئيس حركة مجتمع السلم بوجرة سلطاني أمس بالجزائر العاصمة أنه “يعفي نفسه من الترشح لعهدة ثالثة” وأنه “غير معني من رئاسة الحركة بعد مؤتمرها الخامس” الذي سيعقد قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية. وألتمس سلطاني في كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية العادية للمجلس الشوري للحركة من “جميع أبناء الحركة ومن الذين أنشقوا عنها أن يتفهموا مقاصد هذه الرسالة ويقرأوها قراءة صحيحة وإيجابية” وأن يدركوا أن الحركة “مازالت أمل الكثيرين في هذا الوطن وفي العالم”. وأضاف رئيس الحركة أن هذه الأخيرة بحاجة إلى جهود كل المخلصين ومساهمات جميع أبنائها وبناتها من منطلق قناعتهم بأن جهد كل فرد مفيد لتقويتها واستكمال بناء مؤسساتها بروح المسؤولية”. وعبر سلطاني عن حرصه على “الذهاب بالحركة إلى مؤتمر آمن يستوعب دروس المؤتمرين السابقين وكذا المساهمة في ترقية ثقافة التدأول وارساء قواعد التوريث القيادي بعيدا عن كل تأويل يخرج هذه المبادرة المسؤولة عن سياقاتها التاريخية والسياسية والاخلاقية والتنظيمية”. ويذكر أن سلطاني قد أنتخب على رأس حركة مجتمع السلم لعهدتين متتاليتين دامتا عشر سنوات من 2003 إلى 2013 . وتأتي خطوة سلطاني أياما قليلة بعد تصاعد دعوات عديد قيادات الصف الأول حركة الراحل محفوظ نحناح بضرورة تحمل قيادة الحزب الحالية المسؤولية على كامل الانتكاسات الانتخابية والسياسية التي عرفها الحزب في الأشهر الأخيرة ، وكانت من أبرز هذه الأصوات وأكثرها وضوحا رئيس مجلس شورى الحركة عبد الرحمن سعيدي الذي توقع أن تكون هناك تغيرات عميقة في قيادة الحركة خلال المؤتمر القادم. وربما تكون أهم المؤشرات على فقدان سلطاني لسيطرته على مقاليد الأمور داخل حمس هو الانتقادات الحادة التي أطلقها أحد أهم مساندي وداعمي أبوجرة في مكتب الحركة وهو عبد الرزاق مقري والذي كان إلى وقت قريب يرفض الحديث عن وجود هزات أو تململ داخل حمس واعتبر انشقاق قيادات من قبيل عمار غول وبن بادة بأنها لا تمثل تهديدا على تماسك الحزب. وتأتي خطوة سلطاني التي كانت متوقعة نسبيا في سياق حراك لافت داخل أحزاب التحالف الرئاسي تحديدا وبعض الأحزاب الهامة على الساحة السياسية في الجزائر ، وقد مثلت خطوة أمين عام الأرندي أحمد أويحيى باعلانه الاستقالة من قيادة الحزب شرارة تغيرات جذرية في كبرى الأحزاب الجزائرية وقبله كان عميد المعارضين في الجزائر حسين آيت أحمد تنحيه من رئاسة الأفافاس ومنح المشعل للجيل الجديد، بالاضافة إلى المخاض الذي لايزال يشهده حزب جبهة التحرير الوطني والذي ينتظر أن يشهد منعطفا حاسما خلال دورة اللجنة المركزية المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري.