يعرض المتحف القومي لمدينة تيبازة بمناسبة شهر التراث الذي انطلق تحت شعار “تراث و صمود” و يدوم إلى غاية 18 ماي المقبل أرشيف صور قديمة قيمة لأول مرة حول المعالم التاريخية للمدينة منها ما يعود إلى القرن 19 م لاطلاع الزوار على ما تكتنزه الولاية من ارث حضاري جدير بالاهتمام. يتعلق الأمر ب”كنز” أراد القائمون على المتحف بالمناسبة إبرازه أمام الزوار و المولعين بعالم الآثار و الفن و التاريخ حسب مديرة المتحف زبدة بلقاسمي دليلة التي أوضحت على هامش الافتتاح الرسمي للمعرض أن المتمعن لتلك الصور يتأكد أن “الفرد الجزائري استطاع أن يحافظ على المواقع الأثرية التي لم تتعرض للتخريب أو النهب ماعدا تأثيرات بعض العوامل الطبيعية كالرطوبة”. وأضافت المتحدثة انه في عملية مقارنة بسيطة بين وضعية و حالة مختلف المواقع الأثرية التي تتوفر عليها الولاية حاليا والمصنفة تراث عالمي يتضح جليا عدم المساس بتلك المواقع على غرار ما تظهره سلسلة الصور التي تم التقاطها سنة 1860 للضريح الملكي موريطانيا والمقبرة الأثرية الحضرية الغربية والمقبرة البونيقية والبازيليكية الكبيرة والحمامات الكبرى والحمامات الخاصة وهي كلها معالم تتواجد في حظيرة تراث تيبازة. كما يتضمن المعرض صور تعود للفترة الاستعمارية منها صور التقطت من السماء تظهر النسيج العمراني و المواقع الأثرية لمدينة تيبازة إلى جانب جناح آخر خصص لسرد مختلف مراحل الأبحاث والحفريات التي شهدتها ولاية تيبازة في هذا المجال منذ استقلال الجزائر وإلى غاية اكتشاف بعض الآثار الرومانية خلال شق الطريق السيار بواسماعيل- تيبازة. منتوجات الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية هي الأخرى حاضرة في هذه المناسبة من خلال عرض لنسخ مقولبة لتماثيل أصلية خاصة بايكولابيوس آلهة الطب وتمثال لجندي روماني وصبية رومانية إلى غيرها من النسخ الأخرى. المناسبة أيضا فرصة لاكتشاف مختلف أنماط الحضارات التي تعاقبت على تيبازة من خلال الاطلاع عن قرب رفقة أخصائيين في مجال الآثار يعملون لدى المتحف القومي لفائدة الزوار من خلال أجنحة خاصة يالنقود القديمة والفسيفساء ومجموعة التحف الزجاجية التي يعتبرها المختصون “الأجمل في إفريقيا” إلى جانب أواني فخارية ونحاسية إغريقية ورومانية و قرطاجية والآثاث الجنائزي الذي يعود إلى الحقبة المسيحية إلى غيرها من الآثار الأخرى.