حذّر القيادي في الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إسماعيل قوادرية، من تداعيات الاتفاق الموقع بين مجمع "سيفيتال" لمالكه رجل الأعمال يسعد ربراب، والعملاق الفرنسي المتخصص في صناعة الإطارات المطاطية "ميشلان"، مؤكدا أن ربراب سيحوّل وحدة إنتاج "ميشلان" المتواجدة بباش جراح بالعاصمة إلى "مستودع كبير لإغراق السوق الوطنية بالإطارات المطاطية المستوردة من الصين وآسيا". في وقت يجري الحديث فيه عن تحفظات من الحكومة على الاتفاق الذي تمّ بحر الأسبوع الماضي بين مجمع "سيفيتال" والشركة الفرنسية المتخصصة في صناعة الإطارات المطاطية "ميشلان" يقضي ببيع الأخير 67 بالمائة من حصة فرعه بالجزائر لرجل الأعمال يسعد ربراب، ارتفعت بعض الأصوات المطالبة بضرورة تدخل الدولة واستعمال آلية حق الشفعة من أجل الحيلولة دون تجسيد هذه الاتفاقية. وقد دقّ الأمين الوطني في الاتحاد العامل لعمال الجزائريين، إسماعيل قوادرية، ناقوس الخطر بعد أن أكد ربراب شراءه غالبية حصة "ميشلان الجزائر"، داعيا الحكومة إلى ضرورة التدخل "لمنع حدوث خسائر في المستقبل"، وكان قصده بالأساس "تحول وحدة إنتاج العملاق الفرنسي بالجزائر إلى مستودع لتخزين الإطارات المطاطية القادمة من آسيا"، واستغرب في الوقت نفسه عدم إشراك "الشريك الاجتماعي في المفاوضات قبل توقيع الاتفاق". وكان وزير الصناعة، شريف رحماني، قد أشار بداية الأسبوع الجاري تعليقا على هذا الاتفاق، إلى أن "المهم في العملية هو الحفاظ على مناصب الشغل" دون أن يتحدّث عن موقف معترض من طرف مصالح الحكومة على الخطوة. ويبلغ عدد العمال الذي كان "ميشلان" يشغّلهم حوالي 600 عامل، حيث التزم يسعد ربراب بالاحتفاظ بهم ضمن وحداته الإنتاجية في "سيفيتال"، وهنا علّق قوادرية بالقول: "نحن نعرف أهداف ربراب من هذا الاتفاق، وكانت لنا تجربة مع مثل هذه الاتفاقيات حيث سبق له أن تعهد بالاحتفاظ بمناصب الشغل ولكنه لم يفعل ذلك وأنا أحوز على ملفات تؤكد ذلك". وأكثر من ذلك استطرد إسماعيل قوادرية بأن "مجمّع سيفيتال سيحوّل وحدة ميشلان التي يحوز على غالبية حصتها إلى مخزن لسيارات هيونداي والإطارات المستوردة من الصين"، مذكرا بأن المصنع بدأ نشاطه منذ العام 1959 وقد وصل في الفترة بين 2003 و2007 إلى حدّ التصدير "والآن بهذا الاتفاق سنتحوّل إلى استيراد إطارات مطاطية مغشوشة". وكان العملاق الفرنسي "ميشلان" قد أرجع قراره مغادرة الجزائر بشكل نهائي إلى العديد من العوامل أبرزها تراجع حجم الطلب على منتجاته في أوروبا، بالإضافة إلى عامل آخر متعلق بمساعيه من أجل تركيز النشاط على وحداته الإنتاجية في فرنسا لمواصلة صناعة الإطارات المطاطية الموجهة للوزن الثقيل، وأعلن بيان عن الشركة بأنها ستتوقف عن إنتاج هذا النوع من الإطارات في الجزائر أواخر السنة الجارية، وبحسب ما أكدته الشركة فإنه تمّ التوصل إلى اتفاق على كل التفاصيل مع مجمع "سيفيتال". وأضافت إدارة "ميشلان" بأن الاتفاق حصل مع رجل الأعمال يسعد ربراب على الاحتفاظ ب 600 عامل الذين تشغل في مختلف وحداتها بالجزائر، على أن يتم توزيعهم مجددا في الوحدات التابعة لمجمع "سيفيتال"، كما أعلن الفرنسيون بأنهم سيضطرون إلى التوقف نهائيا عن إنتاج الإطارات المطاطية في مصنع "جوي ليتور" خلال الثلاثي الأوّل من العام 2015، وهو ما يعني إلغاء ما يتراوح بين 730 إلى 930 منصب شغل.، ومن جهة أخرى سيركز "ميشلان" على تطوير إنتاجه على الإطارات الموجهة للهندسة المدنية وكذا القطاع الفلاحي بحجم استثمار يصل إلى 800 مليون أورو إلى غاية العام 2019، علما أنه حقق رقم أعمال قيمته 3.5 مليار دولار العام الماضي.