فلسطين /إبراهيم أبو كامش/ الأيام الجزائرية كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، عن وجود ارتفاع في مستوى العنف الجسدي الممارس ضد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكد مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، خالد قزمار ل"الأيام الجزائرية" أن الأدلة التي جمعتها خلال النصف الأول من العام الحالي، أظهرت أن 86% من الأطفال المعتقلين تعرضوا لنوع أو أكثر من العنف الجسدي خلال عملية الاعتقال أو التحقيق، في زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي 2014. وقال:" إن غالبية الأطفال الفلسطينيين لا يتمتعون بحق وجود مرافق من قبل الأهل أو الاستشارة القانونية خلال التحقيق معهم، وإن سوء المعاملة الذي يتعرض له الأطفال الفلسطينيون المعتقلون هو ظاهرة منتشرة وبشكل ممنهج وواسع في المعتقلات والسجون الإسرائيلية، فالأطفال المعتقلين من قبل قوات الاحتلال يصلون مراكز التحقيق وهم معصوبو الأعين ومكبلو الأيدي والأقدام، ومحرومون من النوم"؛ وأكد قزمار أن قوات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية والأمنية، قامت بتعصيب أعين غالبية الأطفال، ممن قابلتهم الحركة، وتكبيل أيديهم وأقدامهم، وأن حوالي 55% من الحالات تعرض فيها الأطفال لتفتيش عار في السجون الإسرائيلية، كذلك التوقيع على مستندات أو أوراق باللغة العبرية أثناء التحقيق وهي لغة لا يعرفونها. وذكر أن حركته قد "وثقت أربع حالات لأطفال حبسوا انفراديا بهدف التحقيق معهم من قبل قوات الاحتلال، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يعتبر تعذيبا حسب المعايير الدولية والقانون الدولي، وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال أمام محاكم عسكرية تفتقر لأدنى متطلبات المحاكمة العادلة"، وبالإضافة إلى الانتهاك الجسدي والنفسي خلال عملية الاعتقال، يتعرض الأطفال الفلسطينيون بشكل كبير لرفض إطلاق سراحهم بالكفالة، ويقضون مدة كبيرة في السجن قبل المحاكمة. وأوضح قزمار "منذ احتلال الأرض الفلسطينية عام 1967، توجه إسرائيل التهم للأطفال الفلسطينيين وفقا للنظام العسكري الإسرائيلي وتحاكمهم أمام محاكم عسكرية، فالنظام العسكري الإسرائيلي يطبق فقط على الفلسطينيين رغم أن المستوطنين الإسرائيليين يعيشون على الأراضي ذاتها، وحتى اللحظة لم يتم محاكمة أي طفل إسرائيلي أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية"، وهو الأمر الذي أكده مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، عايد أبو قطيش، حينما قال:"إن الأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية يتعرضون منذ أكثر من عقد لسوء معاملة وتعذيب بشكل ممنهج وواسع"، مضيفا :"إن الحصانة التي يتمتع بها جنود الاحتلال الإسرائيلي تعتبر عائقا أمام تحقيق العدالة، ففي شهر جوان من هذا العام قدمت الحركة شكوتين إلى دائرة التحقيق الجنائي في الشرطة العسكرية الإسرائيلية بالنيابة عن طفلين تعرضا للتعذيب خلال اعتقالهما، وحتى الآن لم تتلق أية إجابة". وأشار إلى أن حركته، قد قدمت 9 شكاوى العام الماضي، نيابة عن الأطفال، إلى جهات إسرائيلية مختلفة لمحاسبة المسؤولين عن أفعالهم، 8 منها ما زالت سلطات الاحتلال تماطل بالتحقيق فيها، وواحدة تم إغلاقها دون محاسبة المعتدين. وأضاف أن حوالي 500-700 طفل فلسطيني من عمر 12 عاما يتم اعتقالهم ومحاكمتهم أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية كل عام، وأن غالبية الأطفال المعتقلين يتهمون بإلقاء الحجارة. فيما أكد تقرير خاص لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) صدر في شهر فيفري 2015، أن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين بقي مستمرا وممنهجا، بغض النظر عن مزاعم الإسرائيليين عن التعديلات المتعلقة بالأوامر العسكرية الإسرائيلية". وبينت "اليونيسيف" أن الأدلة التي جمعتها منذ عام 2013 أثبتت استمرار سوء المعاملة من قبل قوات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين المعتقلين. التوزيع الجغرافي لحالات اعتقال الأطفال الفلسطينيين أما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فأكد ارتفاع عدد الأطفال في سجون الاحتلال إلى 301 خلال الخمسة أشهر الماضية وقال رئيس مجلس إدارة المركز، راجي الصورني، أن قوات الاحتلال تستمر في اعتداءاتها بحق الأطفال الفلسطينيين، ويلاحظ ارتفاع أعداد الأطفال في سجون الاحتلال إلى 301 طفلا، وذلك من خلال رصد حالات الاعتقال منذ بداية شهر أفريل الماضي وإلى غاية شهر أوت لهذا العام، ويتبين أن محافظتي الخليل والقدس كانتا من أكثر المحافظات تسجيلا، حيث بلغ العدد فيهما 199 طفلا. وتبين المؤشرات المرفقة التوزيع الجغرافي لعدد الأطفال في سجون الاحتلال في كافة المحافظات: محافظة القدس: 145 طفلا. محافظة الخليل: 55 طفلا. محافظة قلقيلية: 16 طفلا. محافظة بيت لحم: 24 طفلا. محافظة رام الله: 37 طفلا. محافظة نابلس: 7 أطفال. محافظة جنين: 7 أطفال. محافظة طوباس: طفل واحد. وأخيرا قطاع غزة: 9 أطفال. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0