يشرع يوم السبت القادم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، «كريستوفر روس»، في أول زيارة له إلى المنطقة بعد تعيينه في هذا المنصب يوم الثامن من شهر جانفي الماضي خلفا للهولندي «بيتر فان فالسوم». زيارة «روس» ستكون حاسمة على مستوى واحد على الأقل هو تأكيد المبادئ التي تحكم حل هذا النزاع أو التخلي عن تلك المبادئ، فالمفاوضات التي قد تستأنف قريبا بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لم تحقق تقدما يذكر بسبب خلاف جوهري حول المبادئ التي يجب الاحتكام إليها لحل القضية، وهذا يعني أن إطار الحل لا يزال محل جدل، وللأمم المتحدة مسؤولية واضحة في تحديد هذه المبادئ. المبعوث السابق «بيتر فان فالسوم» كان قد أقدم على خطوة خطيرة عندما تخلى، وبشكل فردي ومهين للمجتمع الدولي، عن حياده ودوره كممثل للأمم المتحدة ليتبنى موقفا سياسيا مؤيدا للرباط عندما قال إن استقلال الصحراء الغربية "مطلب غير واقعي"، وستكون المهمة الأولى التي تنتظر الدبلوماسي الأمريكي «كريستوفر روس» هي إعادة المصداقية للأمم المتحدة كجهة راعية للمفاوضات من خلال العودة إلى قرارات الشرعية الدولية وإلى المبدأ الأساس الذي تستند إليه هذه القرارات وهو مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. خلال فترة الجمود التي مرّت بها المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، راسل الرئيس الصحراوي «محمد عبد العزيز» أكثر من مرة الأمين العام للأمم المتحدة ونبّهه إلى المخاطر التي تمثلها التحركات العسكرية المغربية، حيث عمدت الرباط إلى تعزيز الجدار العسكري في الأراضي الصحراوية وهو ما يعتبر خرقا لترتيبات وقف إطلاق النار النافذ منذ سنة 1991، ويضاف إلى هذا إنفاق عسكري مبالغ فيه من قبل المملكة وضعها ضمن الدول العشر الأكثر إنفاقا على صفقات شراء السلاح. لقد تحمّل «روس» هذه المسؤولية في مرحلة دقيقة للغاية حيث عملية المفاوضات بحاجة إلى إعادة بناء الثقة من أجل تجاوز حالة الفراغ التي أفضت إليها الجولات السابقة، وعلى «روس» أن يعمل من أجل حل النزاع لا من أجل تسييره.