ورد لفظ "عهد" في 17 سورة من سور القرآن الكريم، حيث توزع على 46 مرة في 36 آية، وقد اختلف المفسرون حول بعض معاني الكلمات التي وردت في هذه الآيات، ومن المعاني التي ورد عليها، معنى الوصية والأمر، قال تعالى في سورة «البقرة» "الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِه"، قال الإمام «الطبري» "قال بعضهم هو وصية الله إلى خلقه وأمره إياهم بطاعته ونهيه إياهم عن معصيته"، وقال «الماوردي» "في العهد قولان؛ أحدهما الوصية" وقال تعالى في سورة «البقرة» أيضا "وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود"، وإذا عدي "العهد" ب"إلى"، كان بمعنى الوصية المؤكد على الموحى للعمل بها، ف"عهدنا" هنا بمعنى أوحينا وأمرنا، وفي سورة «آل عمران» "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ"، قال «ابن الجوزي» "«عَهِدَ إِلَيْنَا» أي أمرنا بالتوراة" وقال «أبو السعود» "«عَهِدَ إِلَيْنَا»، أمرنا في التوراة وأوصانا" وكذلك جاء في سورة «الرعد» "الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ"، قال «القرطبي» "هي أوامره ونواهيه التي وصى بها عبيده"، وفي سورة «الرعد» أيضا "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِه"، وهو بمعنى ما في الآية الأولى، وفي سورة «طه» "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً"، فالعهد هنا بمعنى الأمر والوصية، قال «النسفي» "لقد أمرنا أباهم آدم ووصيناه ألا يقرب الشجرة"، وقال «القرطبي» "والعهد هنا في معنى الوصية"، وفي سورة «يس» "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين"، والعهد هنا بمعنى الوصية، أي ألم أوصيكم وأبلغكم على ألسنة الرسل.