الأيام الجزائرية مدريد ( وكالات): رفضت الحكومة الإسبانية الدعوة التي وجهها إليها السبت الجناح السياسي لحركة «إيتا» الانفصالية في إقليم الباسك شمال إسبانيا لإجراء محادثات مع مسلحي الحركة. وقال وزير الداخلية الإسباني «ألفريدو بيريث روبالكابا» السبت إن "الوسيلة الوحيدة لإنهاء الصراع هي إلقاء«إيتا» السلاح". ووصف «روبالكابا» في حديث للإذاعة الرسمية اقتراح الجناح السياسي للحركة المعروف باسم «باتاسونا» ، بأن تتم تلك المحادثات استنادا إلى المبادئ المستخدمة في عملية السلام بايرلندا الشمالية، بأنها "مزيد من الشيء نفسه". ورفضت الصحف الإسبانية بدورها مبادرة الحركة حيث قالت إنها جاءت نتيجة للضعف الذي اعتراها، مضيفة أنها تعكس في المقابل أن سياسة الحكومة تسير على الطريق السليم. وكانت«باتاسونا» قال في بيان إنه "يجب إرساء عملية تفاوض بين «إيتا» والدولة الإسبانية تتعامل مع نفي الطابع العسكري عن البلاد إلى جانب الإفراج عن كل السجناء السياسيين". وأوضح أنه يتعين إجراؤها في مناخ يغيب فيه العنف تماما في ظل مبادئ عملية السلام بإيرلندا الشمالية التي قادها السيناتور الأمريكي جورج ميتشل. وبدأت آخر عملية سلام للباسك في مارس 2006، ولكنها توقفت فجأة قبل أن تمضي عاما واحدا بعد تفجير قنبلة في مطار مدريد خلف مقتل شخصين. وقتل 825 شخصا منذ بدأت «إيتا» عملياتها المسلحة قبل 41 عاما، لكن التعاون الإسباني الفرنسي ضد المنظمة المصنفة في خانة الإرهاب أوروبيا وأمريكيا أثمر اعتقال أربعة من كبار رموزها في أقل من عام، منهم «خوردان مارتيتيجي» الذي يعتقد أنه قائدها الأعلى. وتراجعت «إيتا» منتصف العام 2007 عن هدنة استمرت 15 شهرا بسبب ما وصفته بانسداد محادثاتها مع الحكومة الإسبانية الاشتراكية التي قررت انتهاج خط أكثر تشددا معها بعد التفجير الذي استهدف مطار مدريد.