انطلقت أول أمس بدار الثقافة لمدينة ميلة فعاليات الأسبوع الثقافي لسيدي بلعباس الذي يدوم إلى غاية ال21 من الشهر الجاري وذلك على وقع الفلكلور البدوي واستعراضات العلاوي، وتميّز حفل الافتتاح بتقديم نماذج حيّة لإبداعات وتراث عاصمة "المكرة"، المعتادة دوما على البحث المتواصل عن التجديد دون أن تقطع صلتها بماضيها المُفعم بالثراء الفني والموروث الحضاري الزاخر، ويدل على ذلك احتضان "باريس الصغيرة" كما يطلق على مدينة بلعباس لعدد هام من المهرجانات والتظاهرات الراقية على غرار المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي والأيام السينماتوغرافية والملتقى الدولي "ثقافات وفنون" والصالون الدولي للكتاب والمهرجان المحلي للمسرح المحترف، ويضم الوفد الضيف زهاء 60 شخصا موزّعين على عدد من المجموعات الفنية الموسيقية والمسرحية وفنانين تشكيليين وعارضين حرفيين ينشطون ضمن عدة أنماط من الصناعات التقليدية، وأبرز جناح حرفية في مجال الزرابي مدى إتقان وإبداع نساء منطقة «مصطفي بن إبراهيم»، فيما تميّز جناح الفنان الحرفي «سيدي عيسى أحمد» في إبراز أواني خزفية غاية في الجمال، يعود بعضها إلى العهد الأندلسي، كما هو الشأن بالنسبة للجرة الأندلسية والجرة القبائلية التي تعود إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد، أما تراث صناعة العصا أو فهو قديم كما هو الشأن بالنسبة ل"الخيزران" للرقص الشعبي بهذه الجهة من غرب البلاد كما يقول «بوطويل بوزيان» الذي عرض أنواع شتى من هذه العصي ذات الاستعمالات المتنوعة والأنواع الكثيرة كالعصا الخشنة والرقيقة، وتضمن المعرض المقام بالمناسبة في باحة دار الثقافة عيّنات لصناعات تقليدية حرفية أخرى على غرار الألبسة التقليدية والحلويات المحلية وأنواع فنية أخرى، أبدعت فيها أنامل حرفيي وحرفيات سيدي بلعباس، كما تم عرض لوحات تشكيلية ومجسّمات لعدد من المرافق القديمة لهذه الحاضرة التي تشهد زخما ثقافيا متواصلا طيلة شهور السنة، ويتضمن برنامج الأسبوع الثقافي لسيدي بلعباس تقديم عدد من العروض الفنية أمام جمهور ميلة، وفي مقدمتها عرض آخر الحلقة للمخرج «عباس لكارن» من المقهى الأدبي للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، يحكى قصّة ظهور "قوال" شعبي في إحدى "طحطاحات" المنطقة، يشترك رفقة قوالين آخرين في تقديم حلقة استثنائية تختزل كل ما زخرت به المنطقة سابقا من مدح وأشياء خارقة وحكايات شعبية في مشاهد تحاول إعادة الاعتبار لتراث ثقافي وجهوي تليد.