تشهد منطقة «سيق» بمعسكر التي تشتهر بإنتاجها الوفير للزيتون حركية متميزة مع كل حملة لجني هذا المحصول بالنظر إلى فرص العمل الموسمية التي تتاح للبطالين سنويا إلى جانب انتعاش النشاط التجاري المرتبط بهذه الشعبة الفلاحية. ويشير رئيس المجلس الشعبي لبلدية «سيق» إلى أن حملة جني الزيتون التي تنطلق في كل موسم فلاحي مع بداية شهر أكتوبر توفر أكثر من 1500 منصب شغل مؤقت، حيث يتوافد الشباب خاصة على مختلف حقول الجهة كما يلجأ المزارعون في معظم الأحيان إلى جلب اليد العاملة من الولايات المجاورة حتى يتسنى تغطية احتياجاتهم وتجسيد هذه العملية في ظروف ملائمة، ومما لا شك فيه أن هؤلاء العمال الموسميين من بينهم جامعيين يجنون فوائد عديدة بفضل هذه الحملة التي تستمر إلى غاية أواخر شهر ديسمبر، حيث يتقاضى كل واحد منهم مبلغ يتراوح ما بين 150 و200 دج عند ملئ صندوق بلاستيكي يسع لحوالي 20 كلغ، مع العلم أنه باستطاعة كل شاب جمع ما يعادل 20 صندوقا في اليوم الواحد وهذا على مدار ثلاثة أشهر متتالية تقريبا، كما يعمل بعض الشباب في نفس الوقت على جمع ما تيسر من حبات الزيتون المتبقية التي لم تمسها حملة الجني بعدما يستعصي على العامل تسلق الأشجار، حيث يتم بعد عملية الجمع تصبير الكمية أو بيعها مباشرة، ويعرف بدوره الاقتصاد المحلي بمدينة «سيق» انتعاشا ملحوظا خلال كل موسم جني الزيتون بفضل التوافد الكبير للعمال على المحلات لاقتناء مختلف اللوازم وفي مقدمتها المواد الغذائية وكذا المطاعم والمقاهي كما يعمل البعض من السكان لكراء البيوت والمستودعات من أجل إيواء من أوكلت لهم مهمة جني المحصول القادمين من خارج المدينة بينما يتكفل عدد من المزارعين بهذا الجانب عبر نصب الخيّم واستغلال بعض مرافق المستثمرات الفلاحية، من جهة أخرى امتهن بعض الشباب حرفة تصبير الزيتون باستعمال الطرق التقليدية وبمشاركة أفراد العائلة أحيانا من خلال ملء البراميل البلاستيكية ذات الحجم الكبير بالمنتوج يضاف إليه الماء والملح قبل أن يتم تخزينه لمدة شهر أو شهرين حتى ينضج ويصبح جاهزا للتسويق، حيث يعرض في الأسواق اليومية للمدن الكبرى كوهران مثلا فيما يفضل البعض بيعه بالجملة، ويتوقع أن تسجل ولاية معسكر في الموسم الفلاحي الجاري إنتاج يقدر ب 281 ألف قنطار من الزيتون أغلبها بمنطقة سيق التي تتميز بإنتاجها لصنف "سيقواز" نسبة للمدينة والموجه للاستهلاك، حيث تتوفر على 8 ألاف هكتار من الأراضي المخصصة لهذا المحصول من مجموع 9500 هكتار من أراضي الأشجار المنتجة التي تضمها الولاية.