الأيام الجزائرية لندن (??C?CE): علق الصحفي البريطاني «روبرت فيسك» بصحيفة «ذي إندبندنت» على إستراتيجية الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» حول أفغانستان بالقول إنها خضعت للتجريب في السابق، ولم تنجح. ويستعرض الكاتب بعض مشاهداته في «كابل» أثناء الحرب السوفياتية بأفغانستان حيث وجد الجنود الروس وهم يعانون من الإصابات، منهم المظلي الشاب الذي التقى به والدم ينزف من ذراعه حيث قال "إنهم (أي الأفغان) يطلقون النار على الروس". وتساءل «فيسك» قائلا: هل كنت سأتخيل أن السيدين «بوش وبلير» سيزجان بنا في مقبرة الجيوش قبل ثلاثة عقود؟ أم أن ذلك الرئيس الأمريكي الأسود سيفعل ما فعله الروس طيلة تلك السنوات؟. وحاول الكاتب أن يقرب الصورة السابقة بما يحدث حاليا، فقال إن الجيش السوفياتي بسط سيطرته على المدن الرئيسية وترك المساحات الجبلية الواسعة "للإرهابيين" بهدف التركيز على توفير الأمن وضمان عدم فساد الحكومة، متسائلا: أليس هذا مألوفا لدينا اليوم؟. ثم تحدث الجيش (يقول «فيسك») في ربيع 1980 عن "زيادة القوات" وأعلن عن "تدريب جديد للقوات الأفغانية" مشيرا إلى أن تلك الأفكار والخطوات مألوفة لدى الجميع الآن. ومن المشاهد المتشابهة ما بين الماضي والحاضر قيام الطائرات السوفياتية باختراق الأجواء الباكستانية على الحدود مع أفغانستان لضرب "المتمردين" وهم سلف حركة طالبان الحالية، واحتجاج إسلام آباد وواشنطن على ذلك بوصفه انتهاكا للسيادة، وهو ما يقوم به الأمريكيون اليوم حيث يتحكمون بطائرات دون طيار عبر الحدود بين البلدين دون حسيب أو رقيب. ولدى زيارته موسكو بعد ربع قرن ومقابلة الرعيل الأول من الجنود الروس الذين شاركوا بحرب أفغانستان، يجد «فيسك» أن بعضهم الآن مدمن على المخدرات والبعض الآخر يعاني من اضطرابات نفسية. ويخلص المعلق البريطاني قائلا: في هذا اليوم التاريخي الذي يغوص فيه «أوباما» بأعماق الفوضى، لنتذكر التقهقر البريطاني من «كابل» وتدميرها عام 1842.