عبّر رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي أمس الأول عن إمكانية انطلاق العُملة الخليجية المُوحّدة من قمة دول مجلس التعاون الخليجي المقرر عقدها في الكويت منتصف هذا الشهر، وقال الخرافي للصحافيين، على هامش حفل أقامته السفارة الإماراتية بمناسبة العيد الوطني ال38 لدولة الإمارات العربية، إن المهم في موضوع العُملة الموحدة أن تبدأ، مشيرا إلى أن عدم انضمام دولتين خليجيتين إليها في البداية لا يسيء إلى هذا التوجه و«هناك اتفاق أنه إذا كانت هناك دول يمكن أن تتأخر فقد تنضم بعد ذلك». محمود كمال وأكّد الخرافي أهمية تضافر الجهود في سبيل إقرار العملة الموحدة، مشيرا إلى أن «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. ونحن بدأنا في موضوع العملة الموحدة في الاتجاه الصحيح، والأمر يحتاج إلى وقت». وأعرب رئيس مجلس الأمة عن أمله في أن تركز القمة على هذا الموضوع حتى تتمتع دول الخليج بعملتها الموحدة، داعيا إلى أن يكون هناك المزيد من الخطوات باتجاه تسهيل الحركة وإلغاء الحدود بين الدول الخليجية، حتى يشعر المواطن الخليجي بأنه يعيش في منطقة واحدة. وقال الخرافي إن لقاء القادة الخليجيين يُعتبر في حد ذاته إنجازا، مشيرا إلى وجود إلحاح من قبل شعوب المنطقة على أصحاب الجلالة والسمو لربط مصالح هذه الدول بشكل أعمق حتى تشعر هذه الشعوب بثمرة هذا التجمع المبارك، مضيفا أن قمة الكويت تعبّر عن استمرار نهج التعاون بين دول المجلس، وهو ما يدعو إلى الاعتزاز، كون اجتماعات دول المجلس تجمع دائما قادة الدول، مُعربا عن أمله في استمرار التوافق والألفة والمحبّة بين هذه الدول. وحول إمكانية بحث موضوع الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على دول المنطقة في القمة الخليجية، أوضح الخرافي أنه ليست هناك أزمة بالمعنى المفهوم، خصوصا ما يحدث في دبي، مُعربا عن اعتقاده بأن هذه الأزمة ستمر بسلام وستقوم دبي بمعالجة الأمر بطريقة صحيحة وأنها ستجد كل الدعم والحرص من قبل دول المجلس لتسهيل هذه المهمة. وأعرب عن تهانيه للإمارات، رئيسا وحكومة وشعبا بعيدها الوطني، متمنيا لها المزيد من الازدهار والتقدم بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. من جهته، توقّع وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ أحمد العبد الله الأحمد الصباح أن يتحقق تقدم كبير في ملف العُملة الخليجية الموحدة خلال القمة الخليجية قائلا: «قد نرى العملة الموحدة تتحقق على أرض الكويت في هذه القمة، وكذلك مشروع الربط الكهربائي وغيرها من الإنجازات». وأعرب عن أمله بأن يرى المواطن الخليجي المشاريع المشتركة التي تستفيد منها الشعوب، وأن نبتعد عن المشاريع صعبة التحقيق، مؤكدا ترحيب دولة الكويت باستضافة القمة وبالوفود المشاركة فيها لاستكمال مسيرة الفرح التي تسعد دول المنطقة وتسعد الكويت لأنها صاحبة الفكرة منذ البداية. وأكد العبد الله أهمية دور الإعلام في نقل حدث القمة الخليجية وتغطيته، مشيرا إلى أن مسؤولية الإعلام هي التركيز على الجوانب الإيجابية وهي كثيرة والابتعاد عن الجوانب السلبية، معربا عن سعادته في أن ينوب عن الحكومة الكويتية في احتفالية الإمارات بعيدها الوطني وقدم تهنئته لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وولي عهده ورئيس الوزراء الإماراتي بهذه المناسبة. بدوره، أكد رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات عبد العزيز الغرير أن البنوك الإماراتية في آمان تام وأن هناك دعما كاملا من المصرف المركزي كذلك من وزارة المالية التي أعلنت أيضا دعمها الكامل، مما يؤكد استقرار السوق المصرفي في الإمارات من خلال تعزيز وضخّ السيولة اللازمة. الغرير: الإمارات ضمنت الودائع وأشار الغرير إلى أن الحكومة الإماراتية التزمت بتأمين ودائع المودعين في البنوك، مشيرا إلى أنه لا يعرف من وراء تضخيم هذه الأزمة، لا سيما أن الأمور تسير في الوقت الحالي في طريقها الصحيح، وهناك إجراءات ولقاءات دورية نفعلها من أجل حماية القطاع المصرفي ومؤسساته. وقال إن إعلان الحكومة ضمان ودائع المودعين يعطي بعدا مهما ويؤكد متانة القطاع المصرفي وقدرته على تخطي هذه الأزمة، بالإضافة إلى ضخّ البنك المركزي للسيولة اللازمة في جميع البنوك، سواء كانت محلية أو أجنبية لأن القطاع المصرفي الإماراتي هو الأكبر في العالم العربي ولن تتركه الحكومة يتهاوى.