كشفت السلطات السورية عن رسالة وجها رئيس مجلس الشعب، محمد جهاد اللحام، إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي، جون بوينر، دعا فيها أعضاء الكونغرس إلى عدم منح تفويض للرئيس باراك أوباما، لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا. وقال رئيس مجلس الشعب السوري، في رسالته "المفتوحة" إلى نظيره الأمريكي، والتي أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية نصها الجمعة: "نناشدكم أن تتواصلوا معنا من خلال حوار متحضر، لا أن يكون حوارنا بالدم والنار." وأضاف اللحام: "على ضوء الجدل الحاسم بشأن احتمال وقوع هجوم عسكري أمريكي على بلادنا، فمن الأهمية بمكان أن تعمم هذه الرسالة المرفقة على الفور على كل عضو في الكونغرس، قبل بدء مناقشة هذا الهجوم"، كما طلب قراءة الرسالة خلال افتتاح المناقشات، وإدخالها ضمن السجلات الخاصة للمجلس. وبينما أشار اللحام إلى أنه سبق وأن أرسل البرلمان السوري ما وصفها ب"رسالة توضيحية"، إلى "مجلس العموم" البريطاني، والذي صوت أواخر أغسطس/ آب الماضي، برفض مشاركة بريطانيا في عمل عسكري محتمل ضد سوريا، فقد دعا نواب الكونغرس إلى "اتباع نهج مماثل." وتابع رئيس مجلس الشعب السوري: "أخاطبكم من موقع الزمالة البرلمانية وتمثيل الشعوب، والأهم من ذلك أننا نكتب لكم بصفتنا آباء وأمهات وأفراداً في عائلات ومجتمعات لا تختلف كثيراً عنكم.. نكتب لكم بصفتنا بشراً ونسألكم.. أإذا ما قصفتمونا ألن ننزف؟.. ألن يتضرر الكثير من الأبرياء؟" واستعرض اللحام، في رسالته، ما أسماها "الحقائق المشتركة"، معتبراً أن "المحرك الأساسي للجرائم الفظيعة التي ارتكبت في 11 أيلول (هجمات 11 سبتمبر 2001)، هو الفكر الوهابي الجهادي، الذي احتضنه وموله السعوديون." وأضاف أن "الكراهية الوهابية الجهادية" ولدت من "رحم العقيدة الجهادية للإخوان المسلمين"، معتبراً أن المصري عمر عبدالرحمن، الموجود حالياً في السجون الأمريكية، يُعد "مثال حي" على هؤلاء، "بينما هناك العديد من الأطراف التي تدعي أنها حليفة لكم تسعى لإطلاق سراحه." وتطرق اللحام إلى الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق قبل عشر سنوات، قائلاً إن "أكثر من 3 تريليونات دولار أمريكي، ومئات الآلاف من القتلى والجرحى، الأمريكيين والعراقيين، وملايين من اللاجئين العراقيين، هي تكلفة الحرب العسكرية الجارية على الإرهاب." كما وصف البرلماني السوري بلاده بأنها كانت "أول دولة تواجه الإرهاب الإسلامي المتعصب" منذ أواخر السبعينيات، مشيراً إلى أنها تقاتل اليوم "عشرات الآلاف من الجهاديين غير السوريين"، كما أكد أن "سوريا هي آخر دولة علمانية حقيقة في الشرق الأوسط." وفيما يتعلق باتهام الولاياتالمتحدة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية الشهر الماضي، رد اللحام باتهام ما تسميها دمشق "الجماعات الإرهابية المسلحة"، ومنها "جبهة النصرة"، التي ترتبط بتنظيم "القاعدة"، بشن هجمات باستخدام تلك الأسلحة.