سيتنقل عما قريب فريق عمل مكون من مستشاري التوجيه و الإرشاد المختصين في علم النفس العيادي إلى عدة ولايات من الوطن للقيام بدراسة ميدانية علاجية لظاهرة العنف في الوسط المدرسي حسب ما أعلنت عنه الاثنين بقالمة رئيسة مكتب الإرشاد المدرسي بوزارة التربية الوطنية. وأوضحت السيدة زوبيدة الماحي على هامش افتتاح ملتقى وطني تكويني حول الدراسة العيادية لظاهرة العنف في الوسط المدرسي (الأسباب والوقاية والعلاج) بثانوية محمود بن محمود يدوم إلى غاية الأربعاء المقبل بأن هذا الفريق من المختصين في علم النفس العيادي سيقوم بدراسته على مستوى 10 ولايات بالبلاد لم يتم تحديدها بعد . وأضافت بأن فريق العمل هذا سيقوم بلقاءات مباشرة مع عينات من التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة من ابتدائي ومتوسط وثانوي باستعمال منهج دراسة الحالة وتطبيق عدة تقنيات علمية دقيقة مشيرة إلى أن الملتقى الذي تجري أشغاله حاليا بقالمة يندرج في إطار عملية تكوين هؤلاء المستشارين المعنيين بإجراء الدراسة. كما تدخل هذه العملية في إطار البرنامج المسطر من طرف وزارة التربية الوطنية لتحديد أسباب ظاهرة العنف في الوسط المدرسي ومعرفة أشكالها من أجل وضع الإستراتيجية الملائمة لعلاجها أو الوقاية منها حسب ما أشارت إليه السيدة زوبيدة الماحي. وذكرت بأن هذا العمل الميداني يمثل الجانب المتعلق بالدراسة العيادية لظاهرة العنف في الوسط المدرسي وهو تكملة لدراسة ثانية تقوم بها وزارة التربية الوطنية نفسها تخص الجانب الإحصائي لمعرفة النوع الغالب من العنف المسجل في المؤسسات التربوية وكذا تحديد المناطق الأكثر تعرضا لهذه الظاهرة عبر الوطن. و سيتم عرض نتائج العمل الميداني الذي يقوم به المختصون حول هذه الظاهرة في ملتقى وطني لم يحدد تاريخه بعد حسب ما أضافت ممثلة وزارة التربية الوطنية مشيرة إلى أن الإستراتيجية الوقائية والعلاجية للظاهرة تعتمد على إشراك كل الأطراف التي لها علاقة بالمؤسسة التربوية بما فيها أولياء التلاميذ ومختلف القطاعات الحكومية. كما تم خلال هذا الملتقى الوطني التكويني لفائدة مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي المختصين في علم النفس العيادي القادمين من كل ولايات الوطن تقديم مداخلة من طرف الدكتور محمد مكي من جامعة وهران حول "الدراسة العيادية لظاهرة العنف في الوسط المدرسي وآلياتها." و ركز الدكتورمحمد مكي في مداخلته على كيفية تطبيق منهج دراسة الحالة في الميدان مستعرضا مجموعة من التقنيات و الوسائل الناجعة لجمع المعلومات من خلال المقابلة والملاحظة الميدانية والاستبيان والاختبارات النفسية والإسقاطية التي تسمح حسبه بمعرفة كل التفاصيل المحيطة بالتلميذ بما فيها وضعيته الاجتماعية والاقتصادية ومحيطه الأسري. وستختتم أشغال هذا الملتقى الوطني بإصدار سلسلة من التوصيات تتويجا لنتائج عمل الورشات التي تم تشكيلها حول أدوات دراسة الحالة في التعليم الابتدائي و المتوسط والثانوي حسب ما أكده مدير التربية بولاية قالمة السيد بن عبد القادر حود و هو عضو بلجنة التنظيم.