أثارت الرسالة التي بعث بها، ملك المغرب محمد السادس، يوم الفاتح من نوفمير الجاري، لتهنئة الجزائر بعيد ثورتها الستين، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الرسالة ورغم أن كثير من الناس يعتبرها مجرد رسالة بروتوكولية، إلاّ أن الكلام الذي احتوته كان مثار الجدل والنقاش، خصوصا وأنها جاءت بعد اتهامات خطيرة صدرت من المغرب وتصعيد كبير من مسؤولين مغاربة سامين. فملك المغرب غازل الرئيس بوتفليقة بحلم الاتحاد المغاربي. ومما جاء في البرقية: "أبعث إلى فخامتكم، بتهانئي الحارة، مقرونة بمتمنياتي الصادقة، لكم شخصيا بموفور الصحة والعافية وطول العمر، ولشعبكم الشقيق باطراد التقدم والازدهار". وأضاف الملك محمد السادس: "أغتنم هذه المناسبة التاريخية، التي يحيي فيها الشعب الجزائري ذكرى مرحلة حاسمة من نضاله البطولي من أجل الحرية والاستقلال والكرامة، لأعرب لفخامتكم عن مشاطرتي والشعب المغربي مشاعر ابتهاج واعتزاز شعبكم الشقيق بهذه الذكرى الوطنية الخالدة، مستحضرين ذلكم التضامن الفاعل، والتلاحم المتين الذي أبان عنه شعبانا الشقيقان طيلة فترة مقاومتهما للاستعمار، إيمانا منهما بما يتقاسمانه من مصير مشترك، وتجسيدا لما ظلا ولا يزالان يستشعرانه من آمال وتطلعات مشروعة لبناء صرح مغاربي قوي قادر على توفير شروط التكامل والاندماج ، وتحقيق التنمية المستدامة". وأبدى الملك محمد السادس، ضمن ذات البرقية، للرئيس بوتفليقة التأكيد على حرصه "مواصلة العمل سويا معه من أجل تمتين أواصر الأخوة الصادقة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين وتوطيد جسور التواصل وترسيخ قيم حسن الجوار والتقدير المتبادل، ومن ثمة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تطلعات الشعبين، بما يجعلها نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين الجارين".