اعتذر نور سلطان نزارباييف رئيس كازاخستان يوم الاثنين عن الفوز في الانتخابات بحوالي 98 في المئة معتبرا أن تدخله لجعل النتيجة أكثر تواضعا كان سيبدو "غير ديمقراطي". وفاز نزارباييف (74 عاما) -الذي صعد إلى السلطة عام 1989- في انتخابات يوم الأحد بفترة ولاية جديدة لخمس سنوات. وأظهرت بيانات اللجنة المركزية للانتخابات في كازاخستان أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 95.22 في المئة. وأظهر التلفزيون نزارباييف الملقب "بزعيم الأمة" وهو يسير على بساط احمر مبتسما لمصافحة وتحية الآلاف من مؤيديه المبتهجين في احتفال أقيم في ستاد فسيح في العاصمة أستانة. وقال نزارباييف لمؤيديه "أظهرت كازاخستان ثقافتها السياسية للعالم بأسره." وفي مؤتمر صحفي عقده لاحقا علق نزارباييف على نتائج التصويت بالقول "اعتذر لان هذه الأرقام غير مقبولة بالنسبة إلى الديمقراطيات الكبرى لكن ليس باستطاعتي فعل شيء. لو تدخلت لأصبحت غير ديمقراطي، اليس كذلك"؟ وكان المنافسان الوحيدان له مسؤولا غير معروف في الحزب الشيوعي وحاكم إقليم سابقا مواليا له. وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تقرير عن مراقبتها للانتخابات إن الناخبين في كازاخستان الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة لم يكن لديهم سوى خيارات محدودة بسبب عدم وجود معارضة حقيقية والقيود على حرية التعبير. وقالت "لم يطرح أمام الناخبين خيار حقيقي بين بدائل سياسية. كانت هناك قيود كبيرة على حرية التعبير وكذلك على الأجواء الإعلامية." انتخب نزارباييف رئيسا للمرة الأولى عام 1991، في انتخابات كان هو المرشح الوحيد فيها، ويتولى منذ ذلك الحين زمام السلطة بحزم. عام 2011، رفض اقتراحا من قبل البرلمان لاجراء استفتاء للحفاظ على منصب الرئاسة حتى عام 2020، ليؤكد بعدها أنه مستعد للبقاء في السلطة الى أجل غير مسمى. وقال نزارباييف في خطاب حينها "انا على استعداد للعمل قدر المستطاع، اذا سمح وضعي الصحي بذلك". قام نزارباييف، اليساري السوفياتي المنضبط، كغيره من القادة السياسيين المحليين، بقيادة عملية انتقالية مع سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، حين نالت كازاخستان استقلالها. ثم عمل على تحويل النظام الى الرأسمالية، وتدريجيا، فرض على الساحة الدولية هذه الجمهورية الصحراوية الشاسعة الغنية بالنفط والغاز والمعادن. ويمنحه لقب "زعيم الأمة" سلطة مدى الحياة لاتخاذ قرارات سياسية مهمة في كازاخستان. كما ان اسم نزارباييف مذكور في الدستور ايضا، كمشارك في تأليف النشيد الوطني. وتندد المنظمات الدولية غير الحكومية دائما بغياب الديموقراطية في كازاخستان. وتوفي العديد من معارضي نزارباييف في ظروف غامضة، وسجن آخرون أو تعرضوا للنفي، في حين حظرت وسائل إعلام معارضة في السنوات الأخيرة، بتهمة "التطرف". ومنذ حملة القمع ضد تمرد عمال النفط في جاناوزن (غرب)، التي ادت الى مقتل 14 شخصا عام 2011، ما انفكت الملاحقات تزداد ضد المعارضة. ورغم شعبية نزارباييف التي لا يمكن انكارها، الا انه لم ينظم ابدا انتخابات حرة، بحسب منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وتلطخت سمعة نزارباييف مع بدابات الالفية الحالية، بفضيحة فساد في منح امتيازات نفط