قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن بلادها لا تعترف بوجود منطقة نفوذ روسية في آسيا الوسطى، مضيفة أن واشنطن لا تسعى إلى الاستيلاء على حلفاء موسكو. وأكدت المسؤولة الأمريكية للصحفيين أن زيارتها أمس كزاخستان لا تدخل في إطار أي صراع أمريكي مع روسيا، وأن كزاخستان دولة مستقلة ويمكنها أن تقيم علاقات صداقة مع أي طرف تريد. وتنظر روسيا بحساسية إلى زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين لكزاخستان، واتهمت الدول الغربية من قبل بمحاولة اختراق حلفائها التقليديين. وتطل كزاخستان على بحر قزوين وتملك واحدا من أكبر مخزونات النفط في العالم، وتقع على مقربة إستراتيجية من إيرانوأفغانستان كما أن لها حدودا مع روسيا والصين. وقد بدأت رايس صباح أمس محادثات مع المسؤولين في كزاخستان تشمل الأمن والطاقة في آسيا الوسطى وتتناول أيضا بعض الملفات الداخلية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وتلتقي رايس في هذه الزيارة القصيرة وزير خارجية كزاخستان مارات تازهين وكذا رئيس البلاد نور سلطان نزارباييف ورئيس الوزراء كريم ماسيموف. وتأتي الزيارة بعد أسابيع من النزاع بين روسيا وجورجيا الذي دفع جمهوريات سوفياتية سابقة مثل كزاخستان إلى إعادة النظر في علاقاتها مع موسكو والغرب بزعامة الولاياتالمتحدة. واحتفظ نزارباييف بعلاقات وثيقة مع موسكو لكنه شجع في الوقت نفسه على إقامة علاقات قوية مع الغرب مما سمح للشركات الأمريكية بلعب دور كبير في قطاع النفط والغاز في البلاد. وحسب ما كان صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك، فإن رايس ستركز في محادثاتها على مجالات الطاقة والأمن في وسط آسيا إضافة إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية في كزاخستان، في أفق ترؤسها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 2010. ومن المتوقع أن تثير رايس خلال الزيارة قضية حقوق الإنسان وملف الديمقراطية التي يراقب الغرب عن كثب خطوات تطورها في كزاخستان. وتتهم بعض منظمات حقوق الإنسان نزارباييف -الذي يتولى السلطة منذ العهد السوفياتي- بعدم السماح بأي معارضة في بلاده وبالتضييق على حرية الصحافة. وقالت منظمة "فريدوم هاوس"، وهي جماعة حقوقية أمريكية، قبل زيارة رايس إن تقاعس كزاخستان عن تحقيق تقدم كاف نحو الديمقراطية قد يقوض سمعة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتسعى رايس أيضا من هذه الزيارة إلى الدفع من أجل مساهمة كزاخستان في إعادة الاستقرار إلى أفغانستان، وذلك عبر حثها على المساهمة في استثمارات في مجال الطاقة بهذا البلد وكذا على المساعدة في إعادة إعماره. واف/ رويتر