على مقربة من شهر رمضان المبارك تعرف المطاحن التقليدية عبر عدة مناطق بولاية باتنة إقبالا كبيرا للمواطنين من أجل طحن القمح و الشعير للحصول على دقيق وفريك بأسعار معقولة تعوض الغلاء الفاحش الذيئ مس هذه المادة التي تعتبر أساسية على مائدة الجزائريين بصفة عامة، خاصة وإذا علمنا أن سعر الدقيق العادي يصل 3000دج والسميد الممتاز يتجاوز 3700دج، ناهيك عن الفريك الذي تجاوز 280دج للكيلوغرام الواحد، حيث يصنع منه سكان الشرق الجزائري الشربة أوالجاري- في بعض المناطق. وباعتبار طحن هذه المواد خير بديل، حيث أنه لا يكلف سعر القنطار من القمح 1200دج والشعير 800دج والفريك حيث يوصي الأطباء مرضاهم الذين لهم عسر في الهضم بتناول الشعير الذي يطحن في المطاحن الشعبية. وقد تنقلنا إلى بعض المطاحن التقليدية مثل مطحنة عمي إبراهيم التي تقع ببلدية سفيان حيث أنها مازالت تشتغل بأدوات تقليدية و يدوية مثل الطحن الذي يتم عن طريق تدوير الحمار لعجلة الحجارة التي تقوم بعملية الطحن، ولما سألنا صاحب المطحنة على مستوى الإقبال، أوضح أنه زاد بشكل كبير في المدة الأخيرة حتى أن الطلبيات تستغرق ثلاثة أو أربعة أيام لطحن قنطار من الشعير مثلا، وواصل يقول بإن العائلات تلجأ للمطاحن التقليدية نظرا لتكلفة الطحن التي تتجاوز 300دج وهو مبلغ ميسر للجميع.ب أما بمطحنة الحضنة التي يشرف عليها الحاج عيسى كما يناديه زبائنه والذي قارب 40سنة في ممارسة هذه المهنة فإنه بادرنا بقوله عن الأعداد الكبيرة للزبائن الذي يقصد مطحنته أن الناس بدأت ترجع لأصلها بعد أن أصبح العديد يؤمنون غذائهم بأنفسهم وهذا بطحن الفريك والقمح والشعير لصناعة خبزهم، بعد أن أصبح مستعصي على الكثير منهم في أيامنا هذه العيش السهل.