هزت صورة الطفل السوري الغريق شعورا بالغضب والفاجعة و الحسرة بعد انتشارها الواسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، في ظل محنة اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر من شواطئ تركيا إلى الجزر اليونانية. كما انتفضت صحف العالم و شخصيات ومشاهير من مختلف المجالات تعاطفا مع الطفل الغريق الذي لفظته أمواج البحر قبالة السواحل التركية رفقة 12آخرين على الأقل، بعد غرق زورقين متجهين من مدينة بودروم الساحلية إلى كوس اليونانية. صورة جثة الطفل الصغير الذي يرتدي قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق وهو ملقى على وجهه وسط رغوة الأمواج المتكسرة على شاطئ يقع قرب بدروم، أحد المنتجعات التركية الشهيرة، أثارت تعاطف و حسرة المبحرين عبر العالم الذين نددوا بما يحدث باللاجئين السوريين و انتقدوا الأوضاع التي يعيشها هؤلاء، و تداول الملايين صورة الطفل على صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و تهاطلت التعليقات و الانتقادات، كما انتشر على موقع تويتر وسم «الإنسانية تلفظ على الشاطئ» بعد تداول الصورة على نطاق واسع. وعلق بعض الناشطين على الموقع بالقول إن هذه الصورة تلخص فشل المجتمع الدولي في سوريا، واعتبروها إنذارا لزعماء أوروبا بأنه قد بلغ السيل الزبى. وتساءلت صحيفة إندبندنت البريطانية في صفحتها على تويتر قائلة «إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين، فما الذي سيغيّره؟». وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية على موقعها الإلكتروني إن مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين. ووضعت صحيفة «ميرور» البريطانية صورة الطفل تحت عنوان «لا يطاق»، كما وضعت صحيفة «تايمز» الأمريكية الصورة تحت عنوان «أوروبا منقسمة». وحملت الصفحة الأولى من صحيفة «ذا ناشيونال» الأسكتلندية، صورة الطفل الغريق، تحت عنوان «الواقع.. لماذا يجب أن تنتفض أوروبا الآن»، إضافة إلى صحيفة «ديلي ميل» البريطانية التي علقت على الصورة قائلة: «ضحية صغيرة من كارثة إنسانية» وتعاطف كثير من الأوروبيين مع صورة الطفل «التي فطرت قلوبهم»، مطالبين زعماءهم بالتدخل لإنهاء مأساة اللاجئين. وذكرت تقارير عديدة أن الطفل غرق مع أخيه حين كانا مع والديهما في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. وكان الطفل واحدا من 16 لاجئا غرقوا قبالة السواحل التركية، بينهم خمسة أطفال وامرأة، لم تثنهم المخاطر عن خوض البحر أملا في الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية. وتعالى صراخ اللاجئين الذين كانوا في قاربين حين أدركهم الغرق، وهو ما أنذر خفر السواحل التركي الذي لم يفلح في إنقاذ هؤلاء، لكنه أنقذ 15 شخصا آخرين من مجموع ركاب القاربين، كما تمكن آخرون من الوصول إلى الشاطئ وهم يرتدون سترات النجاة.