انتقد رئيس الحكومة التونسية حمّادي الجبالي أداء التلفزيون الرسمي على خلفية عدم تغطيته حفل أقامه الجبالي لتكريم الرياضيين التونسيين الفائزين في الألعاب البارالمبية الأخيرة في لندن 2012. وفي حوار مع أحد صحافيي التلفزيون الرسمي ابث أمس، انتقد الجبالي عدم تغطية أنشطة الحكومة في التلفزيون العمومي حتى في الجزء الأخير من نشرة الأخبار، ملوّحًا بالمقاطعة، إذا استمرّ ما وصفه ب”التعمّد” في ذلك، وقال “لم أقرر المقاطعة بعد..”، في إشارة إلى إمكانية رفضه الظهور في التليفزيون الرسمي. وتساءل الجبالي “إذا لم تتم تغطية نشاط الحكومة في التلفزيون العمومي أين يمكن أن يعرض، وعبّر عن استيائه قائلا “على كل حال هذا يعطي فكرة عن حرية الإعلام في بلادنا”. كما أكد أن تكريم الرياضيين التونسيين من ذوي الاحتياجات الخاصة الفائزين ب19 ميدالية يعتبر “حدثًا كبيرا يستحق المتابعة”. ومن جانبه، برر أحد مراسلي التلفزيون العمومي عدم تغطية الحدث بوجود مشاكل فنية، ملمحًا إلى أن الحدث كان مقررًا عرضه في الأخبار. غير أن هذا التبرير لم يقنع رئيس الحكومة، التي يقودها حزب النهضة الإسلامي، قائلاً “إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجاهل نشاط الحكومة”. وكان وزير النقل عبد الكريم الهاروني بدوره قد وجّه انتقادات شديدة إلى التلفزيون الرسمي الأربعاء الماضي عندما لم يعرض التلفزيون موقفه الرسمي بخصوص إضراب عام في قطاع النقل، حيث أغفلت تصريحه الخاص حول الإضراب، وعرضت مواقف بقية الأطراف المعنية. وتشهد تونس خلافات سياسية بين المعارضة، التي تتهم الحكومة بقيادة حركة النهضة بمحاولة بسط يدها على المؤسسات الإعلامية الحكومية، بينما تتهم قيادات النهضة ووزراء الحكومة مؤسسات الإعلام الحكومي ب”اللاحيادية” ودعمها للمعارضة. من ناحية أخرى، أجرى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي سلسلة لقاءات مع عدد من قيادات الأحزاب السياسية، في سياق التشاور للبحث عن توافقات حول خارطة طريق لما تبقى من المرحلة الانتقالية. وشملت اللقاءات التي أجراها المرزوقي كلا من رئيس حزب المسار أحمد إبراهيم، ورئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، والأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي، والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد، إضافة إلى محمد عبو الأمين العام لحزب المؤتمر، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم. وكان لافتا غياب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم عن هذه اللقاءات. وأكد عدد من هذه القيادات أن لقاءاتهم بالرئيس التونسي تأتي في سياق التشاور للبحث عن توافقات حول خارطة طريق لما تبقى من المرحلة الانتقالية. وينتظر أن يعلن الائتلاف الحاكم مقترحا لخارطة المرحلة الانتقالية يوم 18 أكتوبر الجاري.