ركز التقرير الاستخباراتي الأميركي الذي نشر الجمعة، ويتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالح دونالد ترامب، بشكل كبير على قناة تلفزيونية تمتلكها موسكو. والتقرير الذي اعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وحكومته سعيا إلى تسهيل انتخاب ترامب مع تقويض حملة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، تحدث ما يقترب من ثلثه عن دور قناة "روسيا اليوم" في التأثير على نتائج الانتخابات التي جرت في نوفمبر الماضي. والقناة المذكورة إخبارية دولية يمولها الكرملين مباشرة، ولها عدة نسخ بلغات مختلفة. وسلط التقرير الضوء على "أكبر جهود دعاية روسية، خاصة قناة روسيا اليوم"، في 7 صفحات من أصل 25 صفحة للتقرير كاملا، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال". وركزت الصفحات السبع على علاقة القناة بالكرملين وكيف كانت محطة رئيسية لتوجيه الانتقادات إلى الولاياتالمتحدة والغرب بشكل عام، مشيرة إلى "روابط قوية" بين رئيسة تحرير القناة مارغريتا سيمونيان بمسؤولين روس كبار، وأن الكرملين يتدخل في تعيين الصحفيين ويشرف على تغطيات القناة. وقال التقرير إن "روسيا اليوم" حاولت "إفساد حملة كلينتون بالتركيز على إذاعة تقارير سلبية عن أزمة البريد الإلكتروني واتهامها بالفساد والارتباط بجماعات متطرفة وأشياء أخرى"، وفي المقابل فإن القناة "تعاملت بإيجابية مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب زاعمة أنه هدف لتغطية غير عادلة من وسائل الإعلام الأميركية التقليدية". يشار إلى أن الكرملين ينفق ما يقترب من 190 مليون دولار سنويا، من أجل تحقيق أقصى انتشار لقناة "روسيا اليوم" على مستوى العالم، حسب التقرير، في حين قالت وثائق حكومية روسية إن موسكو رصدت ميزانية تبلغ 300 مليون دولار للقناة في عام 2016 فقط. وجاء في التقرير الأميركي أن "القرصنة وحملة التلاعب عبر وسائل الإعلام التي قامت بهما روسيا، كان هدفهما أولا إلحاق الضرر برئاسة كلينتون المحتملة ومن ثم دعم ترامب بعد أن بدا فوزه ممكنا". ونشر التقرير على الموقع الإلكتروني للمديرية الوطنية للاستخبارات، التي تنسق أنشطة وكالات الاستخبارات الأميركية الكبرى، ويستند إلى معلومات جمعها كل من مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي. واعتبر ترامب أن أعمال القرصنة المعلوماتية والتدخل الإعلامي "لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية"، في حين نفت موسكو ضلوعها في أي أعمال من شأنها ترجيح كفة مرشح على حساب الآخر.