يصوت الأتراك اليوم، على استفتاء التعديلات الدستورية، التي تهدف إلى تطبيق النظام الرئاسي في تركيا، في استحقاق من شأنه تحديد وجهة تركيا المستقبلية داخلياً وخارجياً، وسط قلق أوروبي من ابتعاد تركيا أكثر عن حلف شمال الأطلسي والقيم الغربية، بما قد يشكل «نهاية مؤقتة للديمقراطية ودولة القانون في تركيا». وصعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حدة انتقاداته للاتحاد الأوروبي أمس، مؤججاً التوترات في العلاقات مع الاتحاد. وفي كلمة أمام آلاف من مؤيديه عشية الاستفتاء الذي يجري اليوم، وصف أردوغان الاتحاد الأوروبي ب «رجل مريض»، وتعهد بإعادة النظر في العلاقات مع الاتحاد، منتقداً قواعد عضوية الاتحاد الأوروبي المعروفة بمعايير كوبنهاغن. وقال الرئيس التركي، إن فوز معسكر «نعم» في الاستفتاء التركي، سيمهد الطريق أمام عودة عقوبة الإعدام. وأضاف: «إخواني، قراري بشأن عقوبة الإعدام واضح. في حال تم تمريره في البرلمان ووصلني، فسوف أقره وأنهي هذا الأمر». قلق أوروبي وأعرب ساسة ألمان، عن قلقهم إزاء احتمالات تأييد غالبية الأتراك للتعديلات الدستورية، التي تهدف إلى تطبيق النظام الرئاسي في تركيا. وقال خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي، فولفغانغ بوسباخ، في تصريحات لصحيفة «زاربروكر ناخريشتن» الألمانية، إنه يأمل بالطبع فشل الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس التركي. وأضاف: «لكن أيضاً في هذه الحالة، أخشى ألا تهدأ التوترات في تركيا، كما أخشى من استمرار الانقسام بين الجالية التركية في ألمانيا... بهذه الطريقة، فإننا نستورد نزاعات سياسية تنطوي للأسف أيضاً في كثير من الأحيان على عنف». ومن جانبه، أشار خبير شؤون الدفاع في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، راينر أرنولد، إلى أعباء محتملة على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حال جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح أردوغان، وقال: «بذلك سيواصل شريك جيوستراتيجي مهم مثل تركيا، ابتعاده عن القيم الغربية». وقال خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر، يورغن تريتين: «الأمر يدور حول مسألة الديمقراطية أو الديكتاتورية»، موضحاً أنه إذا وافق غالبية الأتراك على التعديلات الدستورية، فإن هذا يعني «نهاية مؤقتة للديمقراطية ودولة القانون في تركيا»، مضيفاً أنه سيتعين في هذه الحالة، إعادة تقييم العلاقات معأنقرة بالكامل، موضحاً أنه سيتعين على الحكومة الألمانية في ذلك الحين، وقف كافة صادرات الأسلحة إلى تركيا. وتوقع الرئيس السابق للكتلة البرلمانية لحزب «اليسار»، غريغور غيسي، إمكانية حدوث تزوير في الاستفتاء، معرباً عن خشيته من أن يدعي أردوغان بعد ذلك أن استبداده الرئاسي يقره غالبية الشعب، في حين أن غالبية الشعب ضد ذلك، وقال: «ينم عن ذلك تقييد الرقابة الدولية على الاستفتاء في مناطق الأكراد».