ينزل اليوم مبعوث قيادة الأفلان مصطفى معزوزي، إلى محافظة المسيلة في ثالث زيارة له لمواصلة مساعي استكمال عقد الجمعيات العامة لانتخاب أعضاء القسمات والذهاب إلى عقد جمعية عامة لانتخاب مكتب المحافظة· ويرتقب أن يوسع معزوزي لقاءاته إلى النواب في البرلمان وأعضاء الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني ورؤساء المجالس البلدية وأعضاء اللجنة الانتقالية، فيما يبقى قائما خيار تشكيل لجنة ولائية موسعة من مناضلين وإطارات ومنتخبين، توكل إليها مهمة تسيير شؤون المحافظة طبقا للتوازنات الجغرافية للولاية، حيث يختار هؤلاء الأعضاء من بين الاتحاديات السبع للمحافظة على أن تختار قسمات الاتحادات ممثليها في اللجنة وهو ما سيسهل تشكيل المحافظة مستقبلا قصد الحفاظ على تماسك الحزب في ظل الرهان على كسب معركة مجلس الأمة التي يتوقع أن تكون محطة مفصلية في مسار عمل الحزب العتيد بعاصمة الحضنة· وتسود أجواء مفعمة بالتفاؤل بين مناضلي الحزب بالمسيلة منذ إيفاد معزوزي لتفكيك الألغام الموروثة لأكثر من أربع سنوات، حيث أبدى مبعوث الأمين العام حرصه على ضرورة لمّ الشمل وتوحيد صفوف المناضلين والحفاظ على تماسك الجبهة والوقوف في وجه خصومها ''الذين يريدون بقاءها في الصراعات''· ودعا إلى ''طي صفحة الخلافات الشخصية'' و''التوجه إلى المستقبل'' و''التعالي عن تبادل الاتهامات'' و''منطق تصفية الحسابات'' لأن الخاسر ''هو الحزب في النهاية''، كما كان الرجل يشدّد في كل مرة على أن المخرج من كل الوضعيات العالقة يتم بالاحتكام إلى الصندوق بكل شفافية· هذا الخطاب التفاؤلي أكسب معزوزي ثقة من يرشحه لفك الانسداد في بعض القسمات، حيث يتهم المناضلون اللجنة الولائية الانتقالية بفشلها في اختيار ''فرسان الحزب'' للانتخابات المحلية السابقة، ما تسبب في خسارة 73 مجلسا بلديا بالإضافة إلى رئاسة المجلس الولائي، ما اعتبر نتيجة ''طبيعية'' للسياسة الكارثية التي أقصت الإطارات والكفاءات ''بناء على تصفية الحسابات''، بل إن من المناضلين من لا يزال متمسكا بوجوب التحقيق فيما حدث، حيث لجأت اللجنة الانتقالية إلى ترشيح غرباء على رأس القوائم الانتخابية · ولعل من بين القضايا العالقة التي ستواجه معزوزي في مهمته، وضعية القسمات التي نصبتها اللجنة الانتقالية قبيل الانتخابات المحلية الأخيرة، على غرار قسمة بوسعادة وأولاد دراج، حيث يطالب المناضلون بإعادة انتخاب هذه القسمات بحكم أن اللجنة ليس من صلاحياتها تنصيب القسمات أو تغيير أعضاء القسمات· وتضاف إلى هذه القضية مسألة توزيع البطاقات، فمنذ 2007 احتكرت اللجنة الانتقالية توزيع البطاقات حتى وصل الأمر بين رئيس اللجنة الانتقالية عبد الله سهيلي والمكلف بالتنظيم عبد الله لخضر حمينة إلى العدالة، الأمر الذي دعا المناضلين إلى المطالبة بفتح أبواب الانخراط خاصة أمام الشباب والطلبة والعنصر النسوي والكفاءات والإطارات والدخول إلى الجمعيات العامة على أساس احتساب الانخراط من2005 وهي أهم المسائل التي ينتظر المناضلون الفصل فيها نهائيا من طرف مبعوث عبد العزيز بلخادم ·حسابات ''السينا'' والمؤتمر التاسعوإذا كانت القضايا العالقة متعلقة أساسا بالمرحلة السابقة، فإن مراقبين يؤكون أن الصراع سيكون أكبر على ما هو آت من استحقاقات سياسية وتنظيمية أهمها الرغبة في التموقع في المؤتمر التاسع وخاصة الظفر بعضوية اللجنة المركزية -بعد عودة الحزب إلى التسمية القديمة- وهي المسألة التي ترتبط بدورها بحسابات الانتخابات المحلية والتشريعية لعام ·2012ولهذا الاعتبار، يؤكد عدد من المناضلين ممن تحدثت إليهم ''البلاد''، أن عودة هيبة الحزب تستلزم الظفر بكرسي مجلس الأمة في انتخابات التجديد نهاية السنة، لتعويض النكسات وجرعات المرارة التي لازمت ساحة الحزب العتيد في السنوات الأخيرة، وهو الرهان الذي يبدو أن مصطفى معزوزي يدركه جيدا، مثلما يدرك أن عليه النجاح في تفكيك الألغام وإعادة الثقة بين المناضلين·ولعل ما سيشجع هذه الأجواء هو التحاق أكثر من 50 منتخبا محليا بحزب الأغلبية في انتظار وعود بالتحاق آخرين حالما يتم تسوية ملف المحافظة، وبذلك تتجاوز كتلة المنتخبين المحليين أكثر من200منتخب، للدفع ب''فارس الأفلان'' إلى الدخول في معركة ''السينا'' بكل قوة وثقة