قال المجاهد أحمد محساس إن تاريخ اندلاع الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 كان مدروسا بدقة وخطوة عظيمة قام بها الشعب الجزائري لاسترجاع الحرية المسلوبة وتحقيق الاستقلال. وأوضح أنه رغم الظروف الصعبة التي كانت سائدة قبل اندلاع الثورة، إلا أن المناضلين في الحركة الوطنية تمكنوا بفضل وعيهم من التقدم “خطوة كبيرة” كان لها الفضل في تمهيد الطريق نحو تحقيق الاستقلال. ويرى محساس أن الاضطهاد والمعاناة التي كان يتعرض لها الشعب الجزائري في حياته اليومية جعلته يستقبل قرار خوض غمار الكفاح المسلح من أجل تحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي ب”حماس شديد”. وأكد المتحدث في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية الإعلان عن اندلاع الثورة التحريرية كان مدروسا بدقة لسد الضعف والأخطاء التي كانت سائدة في عمل الحركة الوطنية، وذلك من خلال العمل الخاطف والسريع. وعلق على ما كتبه الكثير من المؤرخين الذين رأوا أن الثورة الجزائرية كانت مدرسة للشعوب التي كانت تحت الاحتلال، حيث أنارت لها الطريق لخوض الكفاح المسلح من أجل استرجاع “صحيح لقد أوجدنا من الناحية النظرية نموذجا له قواعد تختلف عن باقي الثورات التي سبقتنا في العالم”، مضيفا أن الثورة الجزائرية تميزت عن باقي الثورات في المبادئ، حيث إن كل ثورة لها بمبادئ خاصة بها خصوصا الثورات الشيوعية التي كانت سائدة في تلك الفترة. وأشار محساس إلى أنه كان يتطلب منا آنذاك العمل على تحقيق شيء يطبق في الميدان وهو الثورة الشعبية المسلحة، موضحا أن الكثير من الثوار من مختلف دول العالم التحقوا بالثورة الجزائرية ليتمكنوا من التعرف على “الطرق والمخططات” التي كانت تنتهجها في عملها التحرري، خصوصا من دول إفريقيا كالزعيم “نيلسون مانديلا” وغيره من الثوار الأجانب. في السياق ذاته، أشاد المجاهد محساس بفضل زعماء الثورة الذين لم يقطعوا قنوات الاتصالات بالعالم الخارجي. وتحدث عن تقييمه للثورة التحريرية على المستويين العسكري والسياسي، فقال إنه في بداية الأمر كان النظام الثوري واحدا أي سياسيا وعسكريا بسبب قلة الأسلحة لدى الثورة، غير أنه سجل أن الثورة رغم ذلك كانت تتميز بسرعة التحرك، وهذا ما حال دون تمكن فرنسا من إيقاف دعاية جبهة التحرير الوطني التي جعلت “الشعب الجزائري يشعر أنه جندي دون أن يكون عسكريا” في إشارة منه إلى أن “كل الشعب الجزائري كان مجندا للثورة”. وبذلك كان يتم تعويض المجاهدين الذين يستشهدون في ساحة الشرف “فورا” بأفراد من الشعب. من ناحية أخرى، تطرق محساس إلى الصعوبات التي اعترضت عملية اندلاع الثورة التحريرية، موضحا أن التحضيرات للثورة عرفت بالفعل بعض العراقيل التي كان لا بد من التغلب عليها وتجاوزها، مضيفا أن الثورة التحريرية كانت حاضرة قبل انطلاقها في أول نوفمبر 1954، وذلك من خلال العمل السري للحركة الوطنية طيلة 30 سنة، حيث تم خلال هذه الفترة تجاوز المطالبة بالحقوق إلى المطالبة باستقلال الجزائر”. وذكّر المجاهد محساس بالتطور الكبير الذي عرفته الحركة الوطنية سنة 1939 في تنظيم الشعب الجزائري مما أعاد له الأمل في الانعتاق من المستعمر الفرنسي، وفق تعبيره.