فرنسا تضغط على حكومة باماكو لإقصاء الأزواد و«أنصار الدين" ^ الجيش ينشر 27 وحدة عسكرية بين باجي المختار وتيماوين كشفت مصادر مطلعة ل«البلاد"، أنه من المرتقب أن تشهد العاصمة المالية “باماكو" في غضون الأيام القادمة، وفي مدة زمنية لن تتعدى “الشهر" على أقصى تقدير، حوارا وطنيا شاملا، يضم مختلف الفصائل المالية التي ترفع شعار" الحوار السياسي هو الحل". وأكدت المصادر ذاتها مشاركة جماعة “أنصار الدين" وحركة “تحرير الأزواد" ضمن الحوار الذي سيعقد مع الحكومة المالية في باماكو، وهذا بعد نجاح الوساطة الجزائرية التي أشرف عليها وفد رفيع المستوى منذ أربعة أيام. قدمت حركتا “أنصار الدين" و«حركة تحرير الأزواد" تنازلات غير مسبوقة نتيجة نجاح الوسيط الجزائري في تقريب وجهات النظر بين حركتي أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد من جهة وبين السلطة المركزية التي يترأسها الرئيس الانتقالي ديونكونداتراوري. من جهة أخرى، خاصة بعد تبني جميع الأطراف التمسك بالوحدة الترابية لمالي، ورفع الخيار السياسي لتحقيق مقاربات سلمية، تبلورت نتيجة الوساطة الجزائرية، وذلك رغم المحاولات المبيتة التي تقودها فرنسا على وجه الخصوص من أجل إفشال هذا الحوار الوطني الشامل الذي من المقرر أن تحتضنه العاصمة “باماكو" خلال شهر. وتذكر أطراف مطلعة، أن فرنسا بصدد ممارسة ضغوطات معينة على أطراف في باماكو لعدم إشراك “أنصار الدين" وحركة تحرير الأزواد في هذا الحوار السياسي الشامل المرتقب، وحصره بين بعض الأطراف المتنازعة سياسيا على السلطة بالعاصمة باماكو، وهو ما ترى الجزائر أنه لن يخدم الحوار المالي في شيء، لأن حركتي أنصار الدين وتحرير الأزواد حركتان ماليتان خالصتان لديهما مطالب سياسية واجتماعية تخص شؤون التنمية وقطاعات أخرى تجاه السلطة المركزية بمالي، خاصة أن كل من أنصار الدين وحركة الأزواد جنحتا للحوار مع السلطة المركزية، وأكدتا بصوت عال أنها ليست لها أي علاقة بتنظيم القاعة وحركتي التوحيد والجهاد بشمال البلاد، وهو ما تريد حسب المصادر فرنسا حجبه عن الرأي العام الدولي لخدمة أغراضها بالمنطقة ولو على حساب الشعب المالي نفسه بفرض الخيار العسكري على أبناء الشمال رغم جهرهم بمعاداة الإرهاب بجميع أشكال وصوره. على صعيد آخر، وفي موضوع ذي صلة بالتطورات الأمنية التي تعرفها الحدود الجزائرية المالية على طول 1400 كلم، قامت عناصر الجيش الوطني الشعبي بنشر حوالي 27 وحدة عسكرية كلفت بمراقبة الطريق الرابط بين برج باجي المختار وتيمياوين والذي أصبح في الأشهر الأخيرة، حسب التقارير الأمنية التي رفعت للقيادة الأمنية، يعرف حركة غير عادية من طرف الكثير من العناصر الإرهابية محاولة منهم التسلل لتنفيذ مخططاتهم الدموية داخل التراب الجزائري، سواء كانت المنخرطة في صفوف القاعدة أو حركة التوحيد والجهاد، كما تم نصب حواجز أمنية على طول الشريط الحدودي الذي يربط ولايتي أدرار وتمنراست مع مدينتي الخليل وكيدال، حيث تم وضع حواجز أمنية ثابتة على مسافة 20 كلم بالمنطقة تطبيقا للمخطط الأمني الحدودي المراجع من طرف القيادة الأمنية بالبلاد نتيجة الأحداث الأخيرة التي عرفتها شمال مالي.